أما الآن وقد علمنا أن أفكارنا هي ما يحدث لنا وأن أهدافنا لا تتطلب أكثر من الإيمان بحدوثها لتأتي طائعة مسرورة (أقصد الأهداف). دعونا نوجه ونوحد أفكارنا من الآن وتحديداً لهذا العام بالتفاؤل؛ ولنضع هدفاً موحداً في صورة المسلمين آمنين مسرورين،لنضع داخل أذهاننا صورة موحدة لبلادنا يعمها الأمن والإخلاص بالعمل. دعونا نتخيل أن الناس جميعهم يعيشون في راحة ورضا ورغد من العيش، دعونا نحدد ما نريد ونضعه في أذهاننا،أي طاقة إيجابية ستكون؟ وأي ذبذبات ستنتشر حولنا؟ وكيف ستكون مشاعرنا ونحن نوقن ما نضعه في أذهاننا من صور إيجابية حاصل بأمر الله. نريد أن نحسن الظن بالله في كل أمور حياتنا؛ في صحتنا ومالنا وأولادنا وأسرتنا ومجتمعنا ووظائفنا وجميع أهدافنا... في كل شيء. ليس هذا ضرباً من الخيال بل العكس سنستغل قوة الخيال العظيمة في جلب ما نريده بإذن الله. استخدم خيالك الإيجابي في كل شيء تريده وسترى عجباً. قبل دخولك أي دائرة حكومية لإنهاء معاملتك، قبل دخولك بدقائق أو أيام املأ روحك وفكرك من الداخل بالرضا عن هذا المكان وتخيل الموظف وأنت تقابله مبتسماً متفائلاً وهو ينهي معاملتك بكل سهولة، تخيله وهو سعيد بخدمتك وأنت موقن أنه يعمل بود وإخلاص وسوف تجد ما وضعته في ذهنك واقعاً تعيشه، ثق بما أقول وطبقه فوراً في كل شؤونك. قبل دخولك مكان وظيفتك تخيل أن زملاءك مبتسمون سعداء بك ليس في داخلهم سوى حبك واحترامك؛ تخيل أن مديرك يعتز ويثق بك، فقط تخيل ودع الباقي على تلك الذبذبات التي سرعان ما ستصل إلى موقعها وتجلب لك ما تبثه أفكارك وخيالك إنه أمر خطير يجعلك المسؤول الوحيد عن كل شيء يحدث لك. هل تراها نعمة أم نقمة؟ إنها نعمة أحسن استخدامها فيما يجذب لك السعادة والراحة. اطرد فوراً أي فكرة سلبية تراودك واحذر أن يكون طرد هذه الفكرة بالمقاومة. لن تنفع المقاومة فكل شيء تقاومه أنت تدعمه دون أن تشعر، لا تقاوم الفكرة السلبية أبداً.. إذن كيف تقضي عليها؟ بدلها.. فقط بدلها إلى الصورة الإيجابية. شكت لي إحداهن من فكرة سلبية تراودها دوماً وهي التخيل بأن زوجها يخونها وأنه سيتخلى يوماً عنها.. وحين قابلتها بعد بضعة أيام بعدما وضحت لها الأمر ونصحتها بتبديل الفكرة أو الصورة السلبية إلى صورة أخرى إيجابية سألتها عن النتيجة فأخبرتني أن الفكرة لازالت موجودة وصورة زوجها وهو يخونها لا تفارقها ..!! هل تعلمون ماهي الصورة الإيجابية التي وضعتها تلك السيدة مكان الفكرة السلبية؟ قالت إنها كلما راودتها صورة زوجها يخونها.. بدلتها بصورتها مع أهلها وأولادها وهم يلعبون ويمرحون في سعادة ورضا..!!! أين الخطأ يا سادة ؟ إن تبديل الصورة السلبية بأخرى إيجابية يجب أن لا يتم من خلال الخروج عن النص، بمعنى أن الطريقة الصحيحة للحالة المذكورة يجب أن يتم بالتخيل بأنها وزوجها يعيشان في وئام وحب وتتخيل أنها تقدمت بالعمر وزوجها برفقتها وأحفادهما حولهما، إن تبديل الصورة يجب أن يكون علاجاً للتخيل السلبي وليس الهروب من الموضوع إلى صورة أخرى إيجابية ومختلفة؛ وبمجرد أنها قامت بتعديل ما تتخيله انتهت مشكلتها فوراً وكانت قد أوشكت على أن تخسر زوجها بسبب أفكارها. المسألة تحتاج فقط للتركيز؛ جربوها بأنفسكم؛ وحين أقول جربوها أذكركم أن وقوع الشك في المشاعر الإيجابية لأي هدف سوف تضعف حدوثه بشكل كبير لذلك أقول لكم جربوها ولكن لا تعني كلمة التجربة وقوع الشك وإنما أقصد مارسوا هذه المهارة وأخبروني بالنتائج.