لازلنا نتحدث عن الأهداف، ولازلت على قناعة تامة أن المطلوب منك من أجل تحقيقها هو بث الموجات التي تحدثنا عنها سابقاً.. بثها من فكرك وتركها تجذب نظيرتها، كل ما عليك هو التفكير في هدفك بصورة إيجابية وكأن هدفك أو ما تريده قد تحقق فعلاً. إن كانت رغبتك مثلاً في سيارة تقتنيها فاشعر أنك فعلاً حصلت عليها وعش نشوة الانتصار بما تريد ويا حبذا لو تجلس في سيارتك الحالية وأنت تتخيل أنك تقود تلك الجديدة التي تحلم بها وصدرك مليء بالثقة أنك تملك ما تريد.. المسألة ليست وهما ولا مجرد تحريك للخيال من أجل التمتع بمشاعر حصول الهدف فقط. أبداً.. المسألة حقيقية وإنني على قناعة تامة أن الكثيرين قد حدث لهم ذلك ربما دون وعي كامل بما يدور.. من كان يعيش إحساس الشخص المميز ويظن ويعتقد موقناً أنه شخص مميز سرعان ما يجد الأمور تسير في خدمة شعوره الذي يعيشه.. ومن يعش مشاعر الثراء ويعتقد نفسه سيكون في يوم ثرياً مهما كان فقيراً فلابد أن يحقق له الله ما يريد (وَسَخَّرَ لَكُم مَّا فِي السَّمَوَاتِ وَمَا فِي الْأرْضِ جَمِيعاً مِّنْهُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لَّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ).. أي نعمة ميز الله بها عباده حين سخر لهم ما في السموات وما في الأرض ؟ وأي معنى يشمل مثل هذا المعنى (ما في السموات وما في الأرض) ؟ تذكر دائماً (أنا عند ظن عبدي بي).. (ادعوني أستجب لكم..) قال ابن القيم رحمه الله :- ( لو أن أحدكم همَّ بإزالة الجبل وهو واثق بالله لأزاله). كل ذلك يخبرك بأن المطلوب منك أن تضع الهدف وتطلبه ويكون طلبه بالدعاء الذي من أهم شروطه اليقين بالإجابة. يا سادة اليقين بالإجابة الثقة بأن هذا الهدف يتحقق.. هنا السر العظيم في تحقيق هدفك (اليقين) بالإجابة وليس العمل المضني والجهد المميت. الفكرة داخلك.. إنها موجات سوف تجذب إليك نظيرتها دون مشقة منك ، فقط ابذل اقل الجهد وسترى عجباً.. ابذل الجهد اليسير والثقة العالية جداً. لا تحلم بمنزل جميل وتضعه أمامك كهدف ثم حديث نفسك يقول "من أين سيأتي هذا المنزل وراتبي لا يكفيني قوت يومي ..؟" لا تضع هدف حصولك على وظيفة ما وتحيا داخل هذا الحلم، وتدعو الله أن يحققه ولكن داخل نفسك تقول "صعب الوصول لهذه الوظيفة وليس لدي أي واسطة.." إن مجرد دخول الشك في تحقيق هدفك يقضي على السر الكبير في تحقيقه، أحسن الظن بالله ثم في نفسك، واعلم أن من خلقك سخر لك ما في السموات وما في الأرض وما عليك سوى أن تدعوه بثقة فيستجيب لك.. حسناً.. ماذا لو كانت أفكارك سلبية ؟ ماذا لو كانت صورة الفشل تلازمك والإحساس بالخسارة يلاحقك ؟ كل ما عليك فعله أن تستبدل الصورة السلبية بالإيجابية كيف ؟ لنفرض أنك ترى نتيجة اختبارك غير مرضية ما عليك سوى أن تتخيل أنك نجحت وشاهدت اسمك من المتفوقين أيضاً، الجميع يهنئونك وأنت في غاية السعادة، بمعنى أن تبدل نفس الصورة بصورة إيجابية. فقط مارس التخيل لأن الخيال طاقة عجيبة قلما نستفيد منها، وأي فكرة لابد أن تبدأ بالخيال.. أنت تتخيلها ثم تنفذها.. إذن وجه هذا الخيال بالأمر الذي تريد حدوثه وسرعان ما يتحول إلى فكرة وهذه الفكرة سوف تنطلق في الكون حولك لتجذب نظيرتها مما تريده وسترى الأمور أعادت تشكيل نفسها بما يتلاءم مع فكرك الذي أطلقته أنت. أيها السادة ما أقوله لكم أثق بحقيقته والتجربة أكبر برهان، ولمزيد من التوضيح حديثي القادم سيكون عن أمثلة واقعية..