تحتشد الذاكرة بباقة من المواقف والمشاهد والذكريات الجميلة التي تعكس وقفات بعض النماذج البشرية هم الأكثر إشراقا وحضورا في حياتنا. إنهم فئة من الناس يملكون مواهب خلاقة للتأثير على حياتنا ولإضفاء أنبل الأحاسيس عليها بوقفاتهم وسماحة أنفسهم وكرم سجاياهم وطيب شمائلهم ، وهم على قدر رائع من البساطة والتواضع ونقاء السريرة بما يعزز حضور ذلك النموذج الإنساني الرائع في وجداننا وتمنحه قبولا استثنائيا لدى الجميع. وصاحب السمو الملكي الأمير الخلوق سعود بن سلطان بن عبد العزيز من ذلك الطراز الذي تطرقت إليه، حيث إن تواضعه المألوف وتعامله الإنساني مع الجميع يلفت الانتباه، إذ إن خصاله الشخصية كثيرة مستمدة من جذور أصيلة ومنبت كريم بما يجعل طباعه الشخصية ممارسات تلقائية لا يتصنعها لمجمل سلوكه اليومي. والواقع أن بشاشة سموه الكريم وكرم شمائله مع الجميع، بددت لدي وطأة أي إحساس بالتوجس يمكن أن ينتاب المرء في حضرة إنسان مثل قامته السامقة.. لقد أمد الكثير من المواطنين بكل خلق أصيل وسلوك نبيل، تجده ودوداً عطوفاً كريماً، يضفي على الجميع إحساساً جميلاً بالطمأنينة والتواصل. فيده البيضاء ممدودة بالخير ومغموسة بالعرفان في أعمال البر الواسعة التي يتقن تنفيذها في تكتم شديد في ميادين دعم المعوزين والمعسرين وذوي الحاجات وانكبابه على تعزيز تجاربه الثرية في ذلك لتمتد مآثره الخصبة لمؤازرة المواطنين المحتاجين وتتبع حالاتهم.. إن المنطلقات التي اعتمدها سعود بن سلطان في تعزيز حضوره الواسع ضمن الخارطة الإنسانية تعد انعكاسا أصيلا لتقاليد مدرسة عريقة ذات جذور ضاربة، فكيف لا ترجو من أرض اجتمعت فيها حيوية العناصر كلها، إلا أن تنتج أفضل ثمار الحياة، تلك هي النتيجة الطبيعية لإنسان ترعرع في كنف رجل كريم وقائد فذ ورمز أمة بتلك الخصائص والمواهب والمهارات الحياتية والخبرات الواسعة التي توفرت في الرمز الكبير سلطان بن عبد العزيز – رحمه الله وأسكنه فسيح جناته- الذي يجد الكثيرون في إحصاء فضائله مدخلاً حميماً لمنح ذاكرة الحياة تفاصيل جاذبة ومزيجاً وسيماً من قسمات البذل والعطاء وسحابات الخير الطيبة التي عززت حضورها في شتى المجالات، وفي خضم المواقف والمساهمات التي تزاحم نوافذ ذاكرتي يقتحمني شاعر العربية الكبير أبو الطيب المتنبي بآبياته التي ترجمت إحساسي بالأمير الإنسان سعود بن سلطان.. فتىً ما سرينا في ظهور جدودنا إلى عصرنا إلا نرجِّي التلاقيا ترفع عن عون المكارم قدره فما يفعل الفعلات إلا عذاريا يدل بمعنىً واحدٍ كل فاخر وقد جمع الرحمن فيك المعاليا ليعزز اعتراف الناس بمواقفه الإنسانية ما يشبه إحساسهم الخاص بأفراد أسرهم، يحبونه كحبهم لأبنائهم ، وفي صباحاتهم الصافية ترتفع أكفهم الصادقة تضرعاً لله بأن يحفظ سعود بن سلطان وأن يلبسه ثوب الصحة والعافية وأن يبارك في ذريته وأسرته الكريمة. عبدالله بن صالح آل سالم - الرياض