لماذا الوسط الرياضي هو من تكثر فيه التجاوزات والمشاحنات بعيدا عن التطبيق الفعلي للعبارة المستهلكة (التنافس الشريف)؟ من الذي اوصله الى هذا الحد من الوهن والانكسار والتشويه والورم الخبيث من التعصب؟ رؤساء الاندية ام الاعلام ام النظام؟، ام ان المشكلة في "الهوامير" الذين ولجوا الوسط من الباب الخلفي بحثا عن الشهرة والتحريض وهم لا يفقهون بالرياضة والادارة شيئا فقط اعتمدوا على ملايينهم والظن بانها هي من يوفر لهم كل شيء؟ اذا ما جئنا الى ارض الواقع فإن بعض رؤساء الاندية مع الاسف يتحملون جزءا من هذه الفوضى والتجاوزات التي لم تجد من يتصدى لها بضمير حي وشجاعة كبيرة ووطنية صادقة لانهم يقولون عكس ماينادون به، ويضمرون خلاف ما يتلفظون به ويعدون بما لا يستطيعون تنفيذه، اغلبهم مع الاسف هو من يرفع شعار الاتهامات والتجاوزات والسب والشتم والتشكيك في امانة الناس ونزاهتهم من دون حسيب او رقيب، وما يتعرض له رئيس لجنة الرقابة على المنشطات الدكتور المثالي صالح قمباز وامينها الخلوق بدر السعيد وقبلهما كثير الا شواهد حية والكل عاش معها وتداولها، فهما لم يجدا من يحميهما، وسياط الالسن تجلدهما وسط صمت ليس بالغريب من اتحاد الكرة الذي اصبح لايختلف عن الاتحاد السابق بل اضعف بعدما ظننا انه عند كلمته حتى تعجلنا وسقنا تجاهه عبارات الثناء ومحاولة التحفيز والتشجيع نحو غد مشرف لرياضتنا. الاعلام الرياضي هو الاخر اصبح غير قادر على كبح جماح شهواته ونزواته وميوله وعواطفه، جله يدعي الحياد والمهنية وحب المنتخب قبل كل شيء بينما هو يرسم سيناريوهات تخدم الاندية اكثر من المنتخب والاشخاص اكثر من الجماعات حتى ان لغته ولفظه وتعاطيه مع الاحداث هبط الى مستوى مخجل، وكأنه يستمد عناوينه واطروحاته مما يقال في (المقاهي) والمراقص الليلية. وكثر الله خير وزير الثقافة والاعلام الدكتور عبدالعزيز خوجه الذي تدخل في الوقت المناسب واعلن عن حزم وزارته ضد من يحاول الخروج عن النص والقيم الإسلامية والعادات والتعرض لكرامة الأشخاص وإنسانيتهم من بعض الملاحق المحلية والصحف التي تدخل إلى ارض الوطن والبرامج الرياضية في القنوات الرياضية السعودية والقنوات الأخرى في الداخل والخارج وعدم استضافة أي شخص لا يلتزم بالتعليمات ويخرج عن إطار الأخلاق والتقاليد والنقد البناء الهادف ومحاسبة كل من يتعرض للأشخاص بعينهم بالقدح والذم والتدخل في خصوصياتهم ومنع دخول الصحف الخارجية التي تتبع مثل هذا النهج وملاحقة القنوات الخارجية قانونياً حال تعرضها لأشخاص سعوديين بالقذف والاتهام، وهنا يبرز دور المسؤول الغيور المخلص الذي جسده خوجة بكل وضوح. اما النظام الرياضي فهو"نظام ورقي" وعندما نقول ذلك فلأنه فقط مكتوب في الورق ولا يطبق على ارض الواقع، وكثيرا ما تسبب في تكريس الفوضى والتناقضات في مجاملاته وقراراته التي لا تسري الا على البعض. ووصولا الى "الهوامير" فهم لا يرون الرياضة غير انها نافذة تضعهم في الواجهة وامام فلاشات المصورين ولا مانع من استخدام بعض الاعلاميين الذين يستجيبون بدافع الميول المشتركة او اشياء اخرى الى مناصرتهم على الحق والباطل، اما فكرة المساهمة في الدعم والتطوير فهم آخر ما يفكرون به مالم يكن محصورا باتجاهات تخدمهم فقط.