اصرت ايران امس على ان سياستها النووية لن تتغير حين يتولى الرئيس المتشدد المنتخب محمود احمدي نجاد مقاليد السلطة في الشهر المقبل. وابدى دبلوماسيون اوروبيون قلقهم من ان يتخذ العضو السابق في الحرس الثوري الايراني موقفا اكثر تشددا من سلفه محمد خاتمي الذي سعت حكومته لتهدئة مخاوف الغرب بشأن ان تكون ايران تسعى لانتاج اسلحة نووية. وصرح وزير الخارجية كمال خرازي للسفراء في طهران «يحدد الزعيم الأعلى (آية الله علي خامنئي) سياساتنا الكلية والحكومة ملتزمة بتفيذها. «لذا فان بعض المخاوف بشأن تغيير هذه السياسات بلا اساس. ستنتهج الحكومة الجديدة نفس المسار مثل حكومة خاتمي». وقال «احد هذه السياسات الكلية سياستنا المتعلقة بالقضية النووية. اصرت حكومة خاتمي دائما على ان الاستخدام السلمي للتكنولوجيا النووية حق واضح لايران». وخلال حملة الانتخابات الرئاسية انتقد احمدي نجاد الدبلوماسيين الايرانيين لموقفهم المهادن في المفاوضات النووية مع الاتحاد الاوروبي. ومنذ فوزه الساحق في الانتخابات في 24 يونيو - حزيران قال احمدي نجاد انه سيواصل المحادثات الخاصة ببرنامج ايران النووي مع الاتحاد الاوروبي. غير ان شائعات تتردد بشكل مستمر في الدوائر الرسمية تلمح إلى انه سيشكل فريق تفاوض جديدا عقب توليه مهام منصبه. وتنفي ايران اتهام الولاياتالمتحدة لها بانها تسعى لامتلاك تكنولوجيا نووية لانتاج قنابل وجمدت عمليات حساسة مثل تخصيب اليورانيوم فيما تحاول التوصل لاتفاق مع الاتحاد الاوروبي بشأن برنامجها النووي. ومن المقرر ان تستأنف المحادثات بين الجانبين في اغسطس آب. وقال خرازي «ليس لدينا خطط سوى استخدام التكنولوجيا النووية لاغراض سلمية. لا يمكن لأي قوة ان تجبرنا على التخلي عن حقنا المشروع والقانوني والواضح للاستخدام السلمي للتكنولوجيا النووية». من جهة أخرى اكد الرئيس الايراني المنتخب محمود احمدي نجاد مجددا رغبته في اقامة علاقات طيبة مع العالم أجمع..الا انه حذرالدول الغربية من فرض شروط على بلاده. ونقل راديو لندن أمس عن نجاد قوله ان رغبته في العلاقات الطيبة تلقى عقبات من بعض من يدعون نشر الديمقراطية ويعملون في الطريق المعاكس عندما يتعلق الامر بايران وذلك في اشارة يعتقد انها موجهة إلى الولاياتالمتحدة. يذكر ان نجاد اعلن في أول موتمر صحفي عقده بعد انتخابه الشهرالماضي خلفا للرئيس المنتهية ولايته محمد خاتمي أنه يريد تطويرعلاقات بلاده بطريقة عادلة ومتوزانة مع جميع الدول على أساس أن تكون شفافة وواضحة وأنه سيتم التعامل مع جميع الشعوب وفق الاحترام المتبادل. وأكد تأييده لاستمرار إيران في متابعة العمل في برنامجها النووي.. وقال ان لإيران الحق في متابعة التطورات العلمية السلمية في كافة المجالات، مشيرا إلى ان برنامج ايران النووي ضروري للوفاء باحتياجات البلاد من الطاقة التي هي ضرورية بدورها لنمو البلاد اقتصاديا. ويأتي التصريح الجديد للرئيس الايراني المنتخب عقب تحذيره للدول الغربية من الادعاءات التي قوبل بها والمناهضة له والتي تتهمه بالتورط في اقتحام السفارة الامريكية واحتجاز العاملين فيها كرهائن واغتيال زعيم كردي معارض في فيينا وذلك في اول رد مباشر له على هذه الادعاءات. واستبعد مسألة تحسين العلاقات الإيرانيةالأمريكية.. قائلا ان ايران ليست بحاجة للولايات المتحدة.. واتهم في رده على ما يتردد بشأن سجل حقوق الانسان في الجمهورية الاسلامية الايرانية الدول الاوروبية بقمع الحقوق الدينية ودولاً أخرى بالسعي إلى السيطرة على العالم. وكانت وزارة الداخلية النمساوية قد ذكرت الشهر الماضي أنها تمتلك وثائق تتهم الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد بالتورط في اغتيال زعيم كردي في فيينا عام 1989 ليضاف هذا التطور إلى الاتهامات التي تحيط بالرئيس المنتخب بالمشاركة في عملية احتجاز الرهائن في السفارة الامريكية في طهران والتي دامت 444 يوما بين 1979 و1981. وفيما اشار الرئيس جورج بوش إلى ان الاتهامات المنسوبة إلى نجاد تثير العديد من التساؤلات.. أعلن المتحدث باسم البيت الابيض سكوت ماكليلان اول الشهر الجاري أن الولاياتالمتحدة لن تتفاجأ اذا ثبتت صحة الاتهامات بأن الرئيس الايراني المنتخب شارك في احتجاز الرهائن عام 1979 في السفارة الامريكية في طهران.. وان المسؤولين الامريكيين مستمرون في التحقيقات وجمع المعلومات والوقائع الخاصة بهذا الحادث.