اختفى مسجد قبة الصخرة في القدسالمحتلة وظهر بدلا منه الهيكل "هيكل سليمان في الديانة اليهودية".. بكل بساطة هذا ما حدث، ظهر دين واختفى دين، أو كتب تاريخ على ورق تاريخ آخر، ما ضير في ذلك؟ أبناء اسرائيل المخلدون يروون حكايتهم مع الزمان والمكان، رواية احتلال يريد كاتبها أن يضع خاتمة واقعية لفصلها الأخير. يدعوت احرنوت الصحيفة الإسرائيلية سابقا، والشرق أوسطية لاحقا! تقول: ان ما كان ليس واقعا ولكنه فيلما اعلانيا أعدته وزارة الخارجية الإسرائيلية، وقام ببطولته نائب وزيرها داني أيالون، بهدف تحسين صورة اسرائيل في العالم، ولكنها أجلت عرضه خوفا على مشاعر الفلسطينيين في الوقت الحاضر، قمة التحضر والإنسانية!! تراعي مشاعر القوم الذين تعد إزالتهم عن الوجود وطمس هويتهم الدينية والتاريخية، هو السبب الأكيد لتحسين صورتها في العالم.. في رأسي وزير خارجية عربي إن قرأت ما يقوله بشكل مقلوب من النهاية تبدأ وتنتهي بالبداية عرفت ماذا يقول - هذا الذي يتحدث باتجاه معاكس - يصلح لبطولة الفيلم الإعلاني الإسرائيلي، ربما نشاهده في النسخة الثانية من الاعلان، أو الاحتفال بإقامة الهيكل بحضور جمع غفير من السيدات العربيات، اللاتي انشغل ازواجهن عنهن بمسح واجهات الهيكل بما علق به من غبار التاريخ العربي. ومثل ما قال أحب الاشقاء العرب لقلبي "هم يضحك وهم يبكي" نعترض على فيلم اعلاني، لم يعرض بعد بشكل رسمي، بعد أن شاهدناه، أم نطالب بعرضه حتى نعترض عليه! يا عم داني قول ما شهدناه عرض أو ليس عرضا! تكلم نريد أن نحدد جهة لصرخاتنا، تكلم ونحن سوف نصدقك، أنتم قوم لا تكذبون، ونحن نريد ان يكون ايضا اعتراضنا متحضرا مثل ما كان سلوككم معنا دائما. فيلم اعلاني لم يعرض وتمت مشاهدة، تسريبات صحفية، ان اشتدت نار الاعتراض، اصبح الفيلم مستندا سريا، ترفض خارجية صهيون التعليق عليه، وان عدى بسلامة وهذا المرجح، فانتظروا المفاجأة الكبرى، يتحول الإعلان لواقع. نائب وزير خارجية، ممثل فيلم اعلان مسرب. جديدة هذه، جديدة الفكرة، التي ربما نستلهم منها فكرة أن كل مظاهر الاحتلال الاسرائيلي على مدار 65 عاما ليست واقعا وانما فيلم اعلاني والعرب جعلوه بغبائهم واقعا، اسرائيل تنتج افلاما عن الاحتلال، ونحن نشاهد ونصدق، ولو كان ما حدث في ارض فلسطين واقعا، من احتلال للأرض، وانتهاك للعرض والمقدسات، وقتل وتشريد، هل سوف يصمت ابناء العروبة على ذلك؟ مستحيل، ولكن كل ما حدث فيلم اعلاني، تمت مراعاة مشاعرنا في انتاجه، ومع هذا الأدب الجميل، يجب أن تكون مشاهدتنا موضوعية وراقية. والإنسان العربي الذي لا يحب مشاهدة هذه الإعلانات عليه أن يخرج من التاريخ، أو يتابعها في نسختها العربية، التي تعرض الآن في دول الربيع العربي، مع التمنيات للأشقاء العرب بطيب المشاهدة.