في منطقة عسير عانى المواطنون من سوء أداء مؤسستين تحظيان بأهمية كبرى في حياتهم العلمية والخدمية، وبرح بهم عسف القائمين عليهما وتسلطهم، وتوظيف سلطتهم لتحقيق مصالحهم الشخصية، حتى أصبح بينهم وبين المواطن ردما لا ينفذ من خلاله إليهم إلا من يدور في فلكهم، وتعين على كل ذي حاجة او طالب خدمة من إحداهما أن يبحث عن خفاش من خفافيش الظلام التي تدخل كهوفهم بحرية للظفر بقضاء حاجته. كانت هاتان المؤسستان تسيران للخلف يوما بعد آخر عكس بقية المؤسسات الأخرى حتى إن المؤسسة الثانية صارت تتصادم في قراراتها الفجة مع بعض المؤسسات الأخرى. وقد افرزت لنا مجموعات من الموظفين المستهترين لا يهمهم سوى مصالحهم وكأنهم وهم في ذلك الجهاز قد أصبح من ممتلكاتهم الخاصة.. عرفناهم موظفين صغارا، ولضعف الرقيب أصبحوا متعالين لا يعترفون بأعراف المنطقة الأخلاقية، وضاقوا بالمواطن ذرعا حتى لكأن من وضعوا لخدمته يأتي ليسألهم أموالهم لا حقا من حقوقه. ولكن الله لطيف بعباده يبدل من حال الى حال، ويلحق بأهل الجور سخطه ومقته في الدنيا والآخرة، ولئن كان وجود هذه الفئة من البلاء، فإن رحمة الله قريب وقد أزالهم. من يرى الحال الآن لا يكاد يصدق ما يرى ويسمع كل شيء في النور الأبواب التي كانت موصدة مشرعة الآن، في اوقات محددة لكل من له حاجة او لديه مشكلة يعرضها بكل حرية وهو واثق ان الذي امامه يخاف الله ويتقيه. وانه يخدم وطنه بكل أمانة وإخلاص لا حرس عن اليمين ولا عن الشمال، ولا مراسم للدخول ولا تفوه بكلمات لا تليق ولا رمي الاوراق في وجه المراجع والطالب المغلوب على امره. الحمد لله اولا وآخرا ذهب زمن الدانق الصدئ ولمع الدينار الذهبي ونقول كلمة واحدة خرجت من الأعماق للمعنيين شكراً يا معالي المدير.. شكرا يا سعادة الأمين.