اعلن رئيس الائتلاف السوري المعارض الشيخ محمد معاذ الخطيب اليوم الأربعاء قبوله الجلوس مع ممثلين عن نظام بشار الاسد حقنا للدماء وتحضيرا لمرحلة انتقالية للسلطة في سوريا. وقال الخطيب في بيان امس :"بلغني من وسائل الإعلام أن النظام في سوريا يدعو المعارضة إلى الحوار، وكلف رئيس الوزراء بإدارة المشروع وان وزير داخلية النظام يدعو قيادات المعارضة إلى العودة إلى سوريا". وأضاف الخطيب: "بصراحة لا يوجد ثقة بنظام يقتل الأطفال ويهاجم المخابز ويقصف الجامعات ويدمر البنية التحتية السورية، ويرتكب المجازر بحق الأبرياء وليس آخرها مجزرة حلب غير المسبوقة في التوحش، ظانا انه سيرهب الأمة التي تعشق الموت، وترجو الله الشهادة". وتأتي تصريحات الخطيب المفاجئة بعد يومين من اجتماع المانحين في باريس مع قوى الائتلاف والمجلس الوطني السوريين المعارضين من الخارج. وأضاف أن "الثورة مستمرة وموضوع كسب الوقت قد انتهى، ولكن لما صار المواطن السوري في أزمة غير مسبوقة، وكمبادرة حسن نية للبحث عن حل سياسي للازمة، ولترتيب الأمور من اجل مرحلة انتقالية توفر المزيد من الدماء، فإنني اعلن بأنني مستعد للجلوس مباشرة مع ممثلين عن النظام السوري في القاهرة أو تونس أو اسطنبول" وفق البيان . وأوضح الخطيب، الذي يوصف انه رجل مباديء وداعية اسلامي متنور، " لما لم يكن من حق احد المساومة على الحرية التي دفع شعبنا ثمنها غاليا من دمه، لذا فاني اشترط لشعب سوريا أمرين أساسيين كثمن اولي للجلوس مع ممثلين عن النظام". ووضع الخطيب شروطا لقبول الجلوس مع ممثلين عن النظام اولها "إطلاق سراح مئة وستين ألف معتقل من السجون، وأولها النساء ومعتقلي المخابرات الجوية وسجن صيدنايا وثانيها الإيعاز إلى كل سفارات النظام بمنح جميع السوريين الذين انتهت جوازاتهم جوازات جديدة أو تمديدها لمدة سنتين على الأقل" حسب البيان المعارض لنظام الرئيس بشار الأسد. في الاطار ذاته قال ضابط عسكري كبير بالاتحاد الاوروبي ان المخططين في الاتحاد يبحثون سبلا تساعد على اشاعة الاستقرار في سوريا عندما تنتهي الحرب الاهلية وان ارسال قوة عسكرية تابعة للاتحاد للمحافظة على السلام يمكن ان يكون خيارا. ويملك الاتحاد الاوروبي قوة انتشار سريع قوامها 2000 جندي تعرف باسم (المجموعة القتالية) وهي على أهبة الاستعداد في كل الاوقات ومستعدة للمحافظة على السلام أو القيام بأعمال انسانية في حالة الطوارئ لكن لم يتم نشرها حتى الان. والدول الغربية عازفة عن المشاركة في الصراع في سوريا حيث قتل أكثر من 60 الف شخص في الانتفاضة المستمرة منذ 22 شهرا ضد الرئيس بشار الاسد. وقال الجنرال الفرنسي باتريك دو روزييه رئيس اللجنة العسكرية بالاتحاد الاوروبي انه لا يوجد من يعتقد ان أي تدخل عسكري خارجي في سوريا في الوقت الراهن سيحسن الموقف. وقال دو روزييه للصحافيين ان التدخل "سيزيد الامر سوءا في هذه المرحلة. لكن هذا قد يتغير ووفقا للطريقة التي يتغير بها عندها يمكن للاتحاد الاوروبي ان يقوم بدور عميق لانه ستكون هناك حاجة لاشاعة الاستقرار (في البلاد)." وصرح بأنه بمجرد ان تخف حدة الصراع ستكون هناك حاجة لمشروعات تنمية واجراءات لمنع تجدد القتال. وأضاف "ولذلك ففي هذه الحالة.. نعم.. يمكن ان تصبح المجموعة القتالية مفيدة ويمكن ان تكون خيارا لكنها ليست الخيار الوحيد." وقال دون ان يخوض في تفاصيل ان هناك وسائل اخرى يمكن ان يرد بها الاتحاد الاوروبي. وأضاف "سيعتمد الامر حقا على الموقف. ما نحتاج اليه الان هو ان نفكر سلفا وهذا ما يجري حاليا - محادثات داخلية لكي نرى نطاقا كاملا من الخيارات بشأن ما يمكن ان يقدم." وقال دو روزييه الذي يعمل مستشارا عسكريا لمسؤولة السياسة الخارجية بالاتحاد الاوروبي كاثرين اشتون انه يجري مناقشة الافكار داخل مفوضية الشؤون الخارجية بالاتحاد الاوروبي ولم تقدم اقتراحات بعد إلى دول الاتحاد السبعة والعشرين التي قد يعترض بعضها بالطبع على وضع قوات حفظ السلام الاوروبية في موقف معاد. وتتناوب مختلف الدول الاعضاء في المشاركة في المجموعة القتالية التابعة للاتحاد الاوروبي كل ستة اشهر. وفي الوقت الراهن تقودها بولندا بدعم من فرنسا والمانيا. وقال دو روزييه أيضا ان مخططي الاتحاد الاوروبي بحثوا ارسال المجموعة القتالية الى مالي حيث تدخلت القوات الفرنسية لمساعدة الجيش المالي في محاربة متمردين اسلاميين لكنهم قرروا عدم نشر القوة. وقال "لقد أجريت محادثات مع قادة الدفاع في الدول الثلاث - بولندا والمانيا وفرنسا - وكان هناك تقييم - تقييم عسكري." وأضاف انه كانت هناك حاجة لرد فعل فوري عندما تقدم المتمردون جنوبا هذا الشهر لكن نشر المجموعة القتالية التابعة للاتحاد الاوروبي كان سيتطلب موافقة جميع الدول الاعضاء السبع والعشرين وهي عملية طويلة. وتدخلت فرنسا على الفور وحدها. وصرح بأنه كان هناك رفض لارسال المجموعة القتالية التابعة للاتحاد الاوروبي لان ذلك كان سيضيف تسلسلا قياديا عسكريا ثانيا الى جانب التسلسل القيادي لقوات فرنسا ومالي وقوة تدخل مزمعة من غرب افريقيا مما كان سيعقد الامور. وقال "لذلك فمن الناحية العسكرية البحتة أعتقد انها كانت ستصبح اداة غير مناسبة."