حسم الرئيس باراك اوباما اسم الرئيس المقبل للبنك الدولي، وسمى الأميركي من اصل كوري جنوبي رئيس جامعة دارتموث المرموقة جيم يونغ كيم خلفاً للرئيس الحالي روبرت زوليك. وقال اوباما، في احتفال تسميته في البيت الابيض أمس: «حان الوقت ليقود البنك الدولي شخص مثل كيم». وتعود رئاسة البنك الدولي الى اميركي، بموجب اتفاق بين اوروبا والولاياتالمتحدة، في مقابل ترؤس اوروبي لصندوق النقد الدولي. وبعد اعلان زوليك في 15 شباط (فبراير) انه لا يرغب بولاية ثانية وسيتخلى عن منصبه في 30 حزيران (يونيو) المقبل، اكدت الولاياتالمتحدة انها لا تنوي التنازل عن هذا المنصب. وسُربت اشاعات تحدثت عن امكانات ترشيح وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون للمنصب. وسارعت كلينتون الى نفيها قائلة انها ستترك الحياة السياسية ولا تريد اي منصب دولي بعد انتهاء الفترة الاولى من رئاسة أوباما. وسيتنافس كيم «شكلياً» على منصب رئيس البنك، الذي تأسس العام 1944، مع وزيرة المال في نيجيريا نغوزي اكونوغو – ايويالا التي رشحها أمس وزير المال في جنوب افريقيا برافين غوردهان ومع وزير المال الكولومبي السابق خوسيه انطونيو اوكامبو. وسيجري اختيار رئيس البنك، الذي قدم قروضاً بنحو 57 بليون دولار العام الماضي، في العشرين من نيسان (ابريل) المقبل. وكيم (52 عاما)، الذي هاجر والداه الى الولاياتالمتحدة عندما كان في الخامسة، طبيب متخصص بالفيزياء وعلم الانسان. وكان نشأ في ولاية اوهايو وتخرج من جامعة براون الاميركية بامتياز العام 1982 وحصل على الدكتوراة بمرتبة الشرف من جامعة هارفارد العام 1991. وسيكون اول رئيس أميركي للبنك الدولي لم يتسلم منصباً مالياً او إقتصادياً. ومن ابرز مهامه المستقبلية إقامة علاقات متوازنة مع الدول النامية، في مواجهة الصين، التي تُقدم قروضاً طويلة المدى الى دول محتاجة في افريقيا وأميركا اللاتينية. وقال وزير الخزانة الاميركية تيموتي غايتنر في بيان ان «جيم يونغ كيم مؤهل ليخدم المؤسسة الدولية بكفاءة ويكرس موهبته لمحاربة الامراض في العالم وتقديم النصح والمشورة في مشاريع التنمية». وقبل ان يتسلم رئاسة جامعة دارتموث العام 2009 كان مسؤولاً عن دائرة الصحة في كلية العلوم الطبية في هارفارد، بعدما نال في العام 2003 «جائزة العبقرية» من «مؤسسة ماك ارثر». ووفق موقع دارتموث ترأس كيم دائرة مكافحة الايدز في منظمة الصحة العالمية، وعمل جاهداً لمساعدة الدول النامية في مكافحة المرض وتطوير وسائل علاج المصابين فيها. وقال كلاي لوري مساعد وزارة الخزانة الاميركية السابق عن اختيار كيم «انه شخصية موهوبة وخبير بامراض العالم النامي، ما يعطيه القدرة على تفهم حاجاتها». واضاف ان «التحدي الاكبر أمامه يتمثل بإدارة منظمة دولية كبيرة وتطبيق برامجها وسط موازين سياسية دولية معقدة».