تؤكد سعاد انها تزوجت من شاب صغير انيق وجميل الى حد كبير كانت سعيدة بزواجها منه بل كانت تحرص على ان تتنقل بصورته واخباره بين صديقاتها معلنة فخرها بخطوبتها من ذلك الشاب الوسيم..؟ بعد شهر من الزواج بدأت سعاد تكتشف انها تزوجت شاباً لايعمل وايضا يسهر الليل وينام النهار وايضا يعود للمنزل وقد تغير شكله واختلف منطقه؟؟ تأكدت سعاد بعد ذلك انها تزوجت من شاب عاطل وايضا متعاطٍ والامرّ من ذلك ان والدته تعرف بحقيقة الامر واخفت ذلك عن سعاد واسرتها عند الخطوبة مؤكدة انه يعمل وانه على اخلاق فقط هو خجول معللة ذلك بوفاة والده وهو صغير. سألتها سعاد في لحظة غضب بعد ان عاد للمنزل وهو فاقد تماما للعقل لماذا زوجته مادام مدمنا لماذا لم تخبري اسرتي بحققة ابنك. زاد الموقف حدة وتناثرت الدموع هنا وهناك واكدت الام بكل قوة انها زوّجته لانها تريد ان يصبح اكثر عقلا بتحمله مسؤولية اسرة..؟ خرجت سعاد من منزل الزوجية وهي تنعى حظها العاثر الذي تعثر مع اول فرحة لها حيث تعلقت بجماله ولم تكن تعلم ان اخلاقه هي الفيصل بعلاقتها مع رجل ارادت امه ان (يعقل) بالزواج وليس قبل الزواج. سعاد تصر على ان تعلن حقيقة سبب طلاقها للجميع حتى لاتقع الفتيات الاخريات بما وقعت هي فيه وتؤكد ان على الاسر جميعا مخافة الله في بنات الناس وان لايتم تزويج الشباب الا في حال قدرتهم المالية والعقلية والاخلاقية على الزواج. تصر سعاد على الطلاق ويصر الزوج على الاستمرار او دفع المهر كاملا له بينما تؤكد اسرة الفتاة ان اساس الزواج باطل لانه قائم على الغش.؟ حيث اخفت الام حقيقة ابنها المدمن والعاطل في نفس الوقت نعم اسرته مقتدرة وامه تملك المال بعد وفاة زوجها الغني ولكن الابن مدمن واهل الزوجة لايريدون استمرار ابنتهم معه. من يصدق ان هناك امهات او آباء يزوجون ابناءهم المرضى نفسيا او مدمنين او منحرفين اخلاقيا بهدف اصلاحهم دون تفكير ان في ذلك ظلماً لفتاة لاذنب لها الا انها سيئة الحظ لتكون وسيلة اصلاح لابن اسرة لاتخاف الله، نعم في ذلك الكثير من الظلم للفتيات خاصة وان بعض الاسر يصعب عليها معرفة حقيقة الخاطب لبعده عنها او لظهوره بمظهر الغني المقتدر خاصة ان كانت الفتاة من اسرة فقيرة او ممن تسعى لتزويج بناتها مبكرا فانها تقع فريسة لمثل هذا النوع من الفلسفة الظالمة في الزواج. الاشكال يزداد عمقا حين يتم انجاب الاطفال فتكثر الضحايا وتتسع المشكلة الى ان يصعب حلها. حقيقة يصعب تقبل الغش في امر الزواج لان ذلك ليس مخالفاً للعرف الاجتماعي فقط بل هو مخالف لاسس ديننا الحنيف الذي اكد في غير موقف على الصدق وعلى رفض الغش والتدليس في كافة امور الحياة. وكل ام وكل أب يعتقد ان ابنه مدمن او منحرف بشكل او بآخر عليه الا يزوجه لان الزواج ليس عملية تربوية بل قمة المسؤولية واخطر قرار يتخذه الانسان في حياته وبنت الناس ليست حقل تجارب لإصلاح ماعجز عنه الاهل غير ان اتساع قاعدة الضحايا من شأنه ان يجعلنا نفكر الف مرة قبل الاقدام على تأديب الابن بتزويجه.