ترددتُ كثيراً قبل أن ابدأ بكاتبة مقالي هذا، وسألت نفسي هل أنا الشخص المناسب للتطرق إليه. ولكن بعد تفكير عميق وخبرة قيادة في المملكة اكثر من اربعين عاماً لاحظت فروقاً شاسعة بين القيادة هذه الأيام والقيادة "زمان". مواصفات سائق المركبة الآن: التحدي : هو يظن أن من تعداه أو حاول أن يتعداه فهو يتحداه فتجد السائق يرفض رفضاً باتاً أن يسمح لأي كان أن يأتي أمامه. أنا متأكد قد حصل لكل واحد منكم هذا الموقف بل يتكرر يومياً يصدف أيضاً أن تريد أن تسلك المسار الذي يليك لأنك تريد أن تذهب يميناً أو يساراً لتدخل شارع منزلك مثلاً . لن تجد من يسمح لك بذلك حتى ولو اشعلت كل إشارتك . لذلك تضطر أن تأخذ حقك "بالذراع" كما يقول إخواننا المصريون. على فكرة أظن هذه المادة في جيناتنا لأنه حتى في دخول المسجد أو المبنى أو المصعد تجد الشخص يسبقك أو أنك تريد الخروج من المصعد وهو واقف أمامك يريد أن يدخل قبل أن تخرج ...الخ. الأنانية : كما هو معروف عالمياً ويجب أن يبقى مسار أقصى اليمين شاغراً لكي نسمح لمن يريد أن يذهب يميناً ولكن يأتي من هو " شاطر" ويقف في أقصى مسار اليمين فقط لكي يكون في المقدمة وعندما تفتح الإشارة يكون الأول . غير آبه " بكومة" السيارات خلفه الراغبة في الذهاب يميناً. للأسف أشاهد الكثير من مركبات الشرطة والمرور تفعل ذلك وكنت مستعداً إلى أن التمس لهم العذر ولكن أنوارهم التي تدل على أنهم في حالة طارئة لم تكن مضيئة. أيضاً أظن هذه في جيناتنا نحب أن نكون دائماً الأول. .اللامبالاة : هذه الصفة مميزة جداً لدينا. فنجد الواحد منا يقف أمام باب المسجد يسده على كبير السن أو العاجز وإن كان وده أن يسمح له بإدخال سيارته إلى المسجد لتكون بالصف بجانبه- تشاهد هذا المنظر كثيراً خاصة عند مطاعم الأكلات السريعة فقائد المركبة يمكن أن يقف سيارته في الخط الثاني أو الثالث ولايمانع أويكترث أن قفل الطريق. المهم هو ينزل ويشتري مايريد غير مبالٍ بالعالم الواقف خلفه بانتظاره حتى ينتهي سعادته. وإن اخبرته لماذا فعل ذلك إن كان مؤدباً قال لك: آسف وإن كان غير ذلك يرد عليك برد لا أريد أن اذكره.. أيضاً نفسي نفسي ومابعدى الطوفان .. هل هي جينات !! الفضول: وهذه صفة جميلة جداً . تجد نفسك في زحمة سيارات وخنقة شديدة وعند ترى السبب تسأل نفسك لماذاً. السبب حادث سيارات ولكن الزحمة ليست من الحادث ولكن من قائدي السيارات الذين اوقفوا مركباتهم على الطريق العام أو السريع وشغلوا مساراً أو اثنين فقط ليترجلوا من مركباتهم ليشاهدوا الحادث غير مبالين في وقوفهم بهذه الطريقة التي تسبب ليس بالزحمة فقط ولكن حادث أو حوادث مميتة أنا متأكد أنكم مررتم بظرف مماثل هل هي جينات !! أنا شخصياً لا أظنها كلها جينات فإن كانت كذلك فبعض هذه الجينات موجوده أيضاً في الأخوة المقيمين وخصوصاً سائقي التاكسي.. وهم قصة كبيرة لوحدهم . ولكني اظنها عدم انضباط ، نقص في اختبار رخصة القيادة، والقيادة آداب قبل أن تكون فناً ( القيادة ليست فقط قيادة مركبة ولكنها اخلاق وانضباط). ايضاً لكي اثبت انها ليست فقط جينات فعندما يذهب احدنا للدراسة في الخارج ليس في الخارج فحسب بل في الدول المجاورة، لا بل داخل اسوار احد مساكن ارامكو تراه يطبق النظام بحذافيره لماذا !!هل خوفاً من تطبيق النظام عليهم أم تغير مفاجىء للجينات !!! لقد شاهدت مقيمين من جنسية معينة متهورين بقيادة التاكسي استغربت كيف حصل الواحد منهم على رخصة القيادة؟ لقد شاهدت سيارات مرور وسيارات شرطة تخالف النظام وهم ليسوا في حاله تستدعي ذلك لماذا ؟؟ أشكر "ساهر" كثيراً لأنه على الاقل عندما تكون هناك كاميرا لساهر فلن تجد من يسرع ، لن تجد من يقطع الاشارة لكن تجد من يأتي من اقصى اليمين يقف ويسد الطريق على من خلفه او من يضع سيارته بالعرض امام السيارات الواقفة عند الإشارة ليكون الاول. من المؤسف جداً أن تراه يفعل ذلك وهناك سيارة شرطة أو مرور واقفة تراقب برجالها هذا الفعل ولا يفعلون شيئاً لماذا؟ وقد جاء في القول المشهور "من أمن العقوبة أساء الأدب".. ارجو من أخواني العاملين على أعطاء الرخص تعليم وتأكيد فكرة آداب واخلاق القيادة مثلما يتأكدون من تمكنه من القيادة. - ارجو من أخواني العاملين بتطبيق النظام على الجميع والبدء بأنفسهم.. - أرجو من الله أن يخرج الواحد من بيته كل يوم بشعور أنه سيقود سيارته وليس أنه داخل الي حلبة سباق .