وصف الدكتور مانموهن سنغ رئيس وزراء الهند زيارة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله الى الهند في عام 2006م بالحاسمة في علاقات البلدين، وذلك نظير ما نتج عنها من اعلان دلهي والذي حدد زيادة التدفقات التجارية والاستثمارية، وتحسين الاتصال وتبادل الافكار وفق رؤية مشتركة لتعزيز الشراكة الاقتصادية. وقال سنغ في كلمته لملتقى الأعمال السعودي الهندي الذي عقد في مجلس الغرف التجارية بالرياض أمس بحضور وزير التجارة عبدالله زينل ونائب رئيس مجلس الغرف التجارية السعودية عبدالرحمن الجريسي ورجال أعمال من الجانبين السعودي والهندي، إن العلاقة بين البلدين شهدت تغيرا ايجابيا ملحوظا منذ زيارته للمملكة في العام 1994م ، مبينا أن اقتصاد المملكة والذي تضاعف 4 مرات خلال العقدين الأخيرين شهد تنوعا كبيراً مع تعزيز القطاع غير النفطي،مؤكدا ان المدن الاقتصادية تعتبر مشروعا طموحا سيزيد كثيرا من قدرات الاقتصاد السعودي وستزيد من فرص توظيف المواطنين كما ستعزز الثقل الاقتصادي المملكة على الصعيد الدولي. وأضاف سنغ أن الهند من جانبها سجلت نموا كبيرا وتعيش مرحلة تحول اقتصادية – اجتماعية ، وشهد الاقتصاد الهندي ارتفاعات بمعدل سنوي في المتوسط 9%، كما تتطلع الهند لتحقيق نمو يبلغ 7% رغم الأزمة المالية العالمية،مقدرا دور المملكة كشريك موثوق به لتلبية احتياجات الهند من الطاقة في ظروف تعتبر مواتية للمضي قدما في تطوير العلاقات واجتياز مرحلة (البائع – المشتري) التقليدية للوصول الى شراكة شاملة في مجال الطاقة، مؤكدا استعداد الشركات الهندية للمشاركة في مشاريع قطاع صناعات الغاز والنفط والصناعات التحويلية، لتتواكب مع حجم التجارة الثنائية ين البلدين التي بلغت 25 مليار دولار في 2008-2009م مع زيادة الاستثمارات الهندية الى ملياري دولار من خلال 500 مشروع مشترك، مضيفا :" فتحنا في الهند أبوابنا للاستثمار الاجنبي وادعو المستثمرين السعوديين لاستكشاف الفرص الاستثمارية في الهند، كما ينبغي استكشاف مجالات جديدة للتعاون خاصة في مجالات التعليم وتطوير المهارات كونها تحتل اهمية بالغة لدى البلدين". من جانبه رحب عبدالله بن أحمد زينل وزير التجارة والصناعة برئيس الوزراء الهندي والوفد المرافق له من رجال الأعمال والتقائهم بنظرائهم السعوديين، مؤكدا على تطور العلاقات بين البلدين واتسامها بالتطور والنمو المستمر لتلبي تطلعات البلدين وخاصة بعد الزيارة التاريخية لخادم الحرمين الى الهند وصدور بيان دلهي في ختام تلك الزيارة وذلك لاهتمام قيادة المملكة بتطوير العلاقات مع الهند. كما هو الأمر في زيارة الوفد الهندي حاليا الى المملكة وبنفس التطلعات التي تبديها المملكة. وأبان زينل أن حكومة المملكة اتخذت على عاتقها حزمة من الاصلاحات الاقتصادية جعلت الاقتصاد السعودي اكثر متانة وقوة في مواجهة التحديات العالمية، حيث اثبت على الدوام صلابة قاعدته وسلامة منطلقاته وقدرته على التأقلم والتوسع حتى في وقت الازمات المالية، مؤكدا أن ما سيعزز تنمية تطوير العلاقات بين البلدين مااتخذته الهند من اجراءات لتحسين الاقتصاد الهندي في عهد الدكتور سنغ حيث ستنفق 600 مليار دولار على تطوير مشاريع البنى التحتية. كما ألقيت في الجلسة الافتتاحية عدة كلمات من الجانبين، أكدوا خلالها حرصهم على تعزيز علاقاتهما الاقتصادية والتجارية بما يعكس اهتمام قيادتي البلدين بتعزيز تلك العلاقات وتنوعها لتشمل كافة المجالات والعمل والتعاون بين القطاعين الخاص في البلدين الصديقين مطالبين القطاع الخاص في البلدين إلى تكثيف التواصل والتعاون وصولا إلى إقامة المزيد من المشاريع المشتركة في كافة المجالات التي تخدم البلدين.