أعلن الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية، امس، عن تأجيل انتخاب رئيس لحكومة مؤقتة، في ظلّ حديث عن خلافات بين أعضائه. وقال الائتلاف في بيان، إنه س"يشكل لجنة لإنهاء إجراءات تشكيل الحكومة المؤقتة بالاتفاق مع قوى الثورة والجيش الحر، ويعقد اجتماعاَ استثنائياَ لاستكمال عملية انتخاب رئيس الحكومة في مدة أقصاها 10 أيام". وأعلن الائتلاف عن تشكيل 7 لجان إدارية من أجل معالجة الأمور الطارئة في سوريا ريثما تتسلم الحكومة المؤقتة المقبلة أعمالها، وتشمل لجنة طارئة للتحرك الدبلوماسي ومهمتها الأولى الضغط على الأممالمتحدة في عدم صرف 519 مليون دولار للمؤسسات الرسمية السورية ضمن خطة تم إقرارها الشهر الماضي، ولجنة اتصالات هاتفية وإنترنت من أجل إمداد الثوار بالدعم التقني والمادي للثورة. مقاتلون من الجيش الحر يطلقون النار وهم يعبرون شارعاً في بلدة حرستا من ريف دمشق (رويترز) كما تشمل اللجان ال 7 واحدة لضبط المعابر الحدودية، وأخرى لحل الأزمة في رأس العين، ولجان شؤون اللاجئين، وجرحى الثورة، والارتباط مع قوى الثورة والسلم الأهلي. وكان الائتلاف بدأ محادثات في إسطنبول خلال نهاية الأسبوع لاختيار رئيس لحكومة انتقالية بعد عدة محاولات فاشلة. وتركزت النقاشات حول مبدأ تشكيل حكومة في المنفى الذي لا يزال موضوع نقاش، وحول اسم الشخص الذي يمكن أن يتسلم رئاسة هذه الحكومة في حال الاتفاق على تشكيلها. ميدانياً شن الطيران الحربي السوري الاثنين غارات على مناطق في محيط دمشق، بحسب ما افاد المرصد السوري لحقوق الانسان امس، في حين بدأت التغذية بالتيار الكهربائي تعود تدريجيا الى العاصمة بعد انقطاع شامل فيها ليل الاحد الاثنين. وقال المرصد في بريد الكتروني "نفذت طائرات حربية عدة غارات جوية على مدينة عربين وبلدة حمورية في ريف دمشق"، متحدثا عن "سقوط شهداء وجرحى" بحسب المعلومات الاولية. كما افاد عن تحليق للطيران الحربي في سماء الغوطة الشرقية التي تتعرض مناطق فيها للقصف، تزامنا مع "اشتباكات عنيفة" على اطراف بلدتي عقربا وزملكا. والى الجنوب الغربي من العاصمة "لا يزال القصف مستمرا من القوات النظامية على مدينة داريا" التي يحاول نظام الرئيس بشار الاسد منذ فترة فرض سيطرته الكاملة عليها، بحسب المرصد الذي اشار الى ارسال "تعزيزات عسكرية مؤلفة من عدد من الآليات والمركبات وناقلات الجند" امس الى المدينة. من جهتها، افادت صحيفة "الوطن" السورية المقربة من النظام ان الجيش النظامي "اجهز في الساعات الثماني والاربعين الماضية على عدد من المسلحين في اطراف مدن داريا ومعضمية الشام وفي بساتين دوما وحرستا"، وانه "بصدد الاعلان عن مفاجآت قاسية جدا لكل من لا يزال مصمما على القتال في ريف دمشق ورافضا الاستسلام للجيش". وتشن القوات النظامية منذ اسابيع حملة واسعة في محيط دمشق للسيطرة على معاقل للمقاتلين المعارضين يتخذونها قواعد خلفية لهجماتهم تجاه العاصمة. وشهدت مختلف احياء دمشق انقطاعا شاملا في التيار الكهربائي بدءاً من مساء الاحد بعد اصابة محول رئيسي للتوتر العالي في مدينة النبك بريف دمشق، بحسب ما افاد مدير المرصد رامي عبد الرحمن . ونقل عبدالرحمن عن بعض الناشطين ترجيحهم ان يكون المحول اصيب "في غارة جوية". من جهتها، نقلت وكالة الانباء السورية الرسمية (سانا) عن وزير الكهرباء عماد خميس قوله ان انقطاع التيار الكهربائي "ناجم عن اعتداء ارهابي مسلح على خط تغذية رئيسي"، مؤكدا العمل على اعادته "لكن هذا الامر يحتاج الى بعض الوقت". وصباح امس، افاد ناشطون في المدينة عن عودة تدريجية للتيار. وقالت ناشطة معارضة عرفت عن نفسها باسم "لينا عبر سكايب، ان "كل المدينة تأثرت. كان الوضع غريبا لانها المرة الاولى تقطع الكهرباء في دمشق طوال هذه المدة". وادى النزاع السوري المستمر منذ 22 شهرا الى تقنين في التغذية بالتيار الكهربائي في مختلف المناطق السورية، لا سيما بسبب ازمة المحروقات وصعوبة اصلاح الاعطال في المناطق التي تشهد اشتباكات.