لماذا تمت شيطنة المؤرخ الدكتور محمد آل زلفة؟! فقط لأنه صرح بآراء واجتهادات مشروعة ومن حقه أن يعبر عنها. وهو الشجاع في رأيه الذي حارب التشدد والتطرف منذ عشر سنوات وأكثر، وإلى الآن يشكّل اسم آل زلفة بعبعاً للكثيرين مع أنه لم يخالف الثوابت ولم يهدم الإسلام من الداخل وأنّى لإنسانٍ أن يهزم ديناً تعهّد الله بحفظه فلا معنى لأن نخاف على ديننا من رأي فرد. قبل أيام منعت ورقة كان من المفترض أن يلقيها في نادي جدة الأدبي، ونشرها في جريدة "الحياة". هذه الورقة لو تأملنا بها لوجدناها مميزة وموضوعية في طرحها. ينتقد المفردات الطارئة في مجالات الصراع الفكري. يقول مثلاً:" قبل ما يزيد قليلاً على ثلاثة عقود لم نكن في المملكة نعرف بعض ما تعج به الساحة السعودية في السنوات الأخيرة من مصطلحات، مثل التغريب ودعاة التغريب والليبرالية، والعلمانية، وزوّار السفارات وغيرها مما وجد من مصطلحات مثل مصطلح الملتزم، والمتشدد... حينما التحقتُ بالجامعة بعد عودتي من البعثة ما من ندوة أحضرها في الجامعة أو في المنتديات الأدبية إلا وأسمع مصطلح «أسلمة» العلوم، يريدون أسلمة الفيزياء والكيمياء والطب والهندسة وعلم الاجتماع والتاريخ والسياسة وكل شيء، وأسلمة مسميات الأماكن والمنشآت، مثل ميناء كذا الإسلامي، مطار كذا الإسلامي،مخبز كذا الإسلامي، مجزرة كذا الإسلامية، ومبخرة كذا الإسلامية، وعباءة كذا الإسلامية، وإلى ما غير ذلك، والويل لمن كان له رأي يختلف فيه مع القوم سينعت بتلك النعوت،تغريبي، علماني، ليبرالي، صهيوني، أميركي، وما غير ذلك من مصطلحات، بكل أسف، تنطلي على السذج والبسطاء. ويستفيد منها أصحاب الأهواء". هذه العبارات يكتبها آل زلفة بنفس المؤرخ والراصد لتطور حالات الصراع بين التيارات في السعودية. هذه النعوت الطارئة مثل التصنيف بأن فلاناً من زائري السفارات أو غيرها مجرد شتائم، وإلا فإن الدعاة أكثر من يزور السفارات وبعضهم من الخوف والرعب يسكن في حي السفارات، وكل الدعاة يذهبون إلى السفارات لاستخراج تأشيرات لفرنسا وأميركا ويصفّون بالطابور مثلهم مثل غيرهم ويتعرضون للتفتيش والفحص والتحليل الصحي أيضاً. بآخر السطر لا معنى لشيطنة آل زلفة لأنه مؤرخ وباحث ومثير للأسئلة والجدل وهذا بحد ذاته أمر إيجابي في محيطنا الاجتماعي.