سيارة "غزال" التي أطلقتها جامعة الملك سعود بالرياض قبل فترة زمنية وتم تداول أنها ستصبح "صناعة" خلال فترة زمنية قريبة لا تتجاوز سنتين أو نحو ذلك وكان هناك تصريح لمدير جامعة الملك سعود آنذاك الدكتورعبدالله العثمان في عدة صحف نشر في 27 سبتمبر 2010، وأن السيارة ستطلق خلال عامين بالشراكة مع شركة ديجم الكورية لصناعة السيارات ووقع مع الرئيس التنفيذي يونغ جون لإطلاق الجامعة شركة لصناعة سيارات سعودية برأسمال 500 مليون دولار وسيكون سعر السيارة 35 ألف ريال. فماذا حدث ونحن الآن في يناير 2012 أي أكمل سنتين؟ الواقع يقول أنه لم يحدث شيء على الأرض ولن أخوض كثيراً في تصريحات مديرالجامعة سابقاً لأن الواقع يقول وطبقا لزيارتي الأسبوع الماضي لجامعة الملك سعود وزيارتي لكلية الهندسة المعنية بالمشروع "البحثي حقيقة" وبرفقة مدير الجامعة الأستاذ الدكتور بدران العمر وعميد كلية الهندسة الدكتور سعيد الزهراني والدكتور عبدالرحمن الأحمري "مشروع غزال". إن واقع مشروع "سيارة غزال" هي مجرد "بحث علمي" لا يعني أن يرتقي إلى مسألة "تصنيع أو صناعة" للجامعة فهذا ليس دور الجامعة وهي التي تعنى أساساً في تطوير البحوث والدراسات وتشجيع الطلاب سواءً طلاب البكالوريوس أو الدراسات العليا وشاهدت بنفسي أن كل تفصيل ذلك هو "بحث علمي" بتفكيك سيارة ودراسة مكوناتها وكيفية تركيبها أو صناعتها بكثير من التفاصيل وأنه ليس مستحيلاً عملية التصنيع، وأن سرية الصناعة ممكن معرفة الكثير عنها وليس كلها بالطبع وهذا هو عمل الجامعة الأساسي البحث العلمي وتشجيعة سواءً بمشروع غزال أو البتروكيماويات أو التمور أوتحلية المياه أو طائرات بدون طيار كما شاهدت، هي تقدم فكرة وإمكانية البحث والدراسة و التطوير ومن خلاله يتم خدمة المجتمع سواءً بوجود شركات من شركات القطاع الخاص كسابك التي تستثمر مع الجامعة لتطوير منتجات أو ابتكارتها ولكن الجامعة لا تتجاوز مسألة البحث والتطوير بكل تفاصيلها ومن ثم تقدمها للمستفيدين وقد لا تكون مجدية اقتصادياً ولكن المهم "فك" شفرة صناعة بقدر المتاح وليس كله وتشجيع الطلاب للبحث والتطوير ومع الزمن والتطوير ممكن خفض التكلفة. يجب عدم التضخيم الإعلامي حول "صناعة سيارات" تقوم لدينا فهذا لم يكن مقبولاً من جامعة علمية أكاديمية فهذا ليس دورها ولن تقوم به أساساً، ولكن الصيغة والرسالة الإعلامية من الجامعة سابقاً لم تكن كافية وواضحة ودقيقة برأيي فالحقيقة كما شاهدت هي مجرد "بحث علمي" سواءً كانت "سيارة غزال" أو غيرها وبعدها ينتهي دور الجامعة لمن يريد تبني هذا المشروع أياً كان إن كان مجدياً اقتصادياً، والجامعة تقدم خدمات بحثية كثيرة وعديدة وموثقة ولكن تحتاج أن توضحها للمجتمع بطريقة صحيحة ولا تخرج عن دورها بأنها "تعليم وبحث ودراسات" فهي ليست شركة تهدف للربح أو أن تخرج عن مسارها المعروف.