دعا إمام وخطيب المسجد النبوي الشريف فضيلة الشيخ صلاح بن محمد البدير في خطبة الجمعة أمس إلى تقديم الغوث والمساعدة للاجئين السوريين في المخيمات الذين يقاسون برد الشتاء والجوع والمرض والخوف بعد أن فروا من ديارهم هرباً من ويلات الحروب الطاحنة والصراعات المريرة في زمن قاتم بالرعب، والدماء، ورائحة الموت. وقال فضيلته: المشردون في الأرض صور من المأساة، وفصول من المعاناة، مشردون ومهجرون، لاجئون ونازحون فروا من ويلات الحروب والصراعات، والعنف والمواجهات هجروا دورهم، وديارهم، هربا من القصف والقتل والدمار والمجازر المفجعة والجرائم المروعة التي يرتكبها الخونة الفجرة في شام العزة والكرامة والإباء وفي غيرها من بلاد المسلمين، حتى أضحوا يعيشون في العراء، لا مساكن تأويهم، ولا دور تقيهم سوى خيام تمزقها الريح، وتقتلعها العواصف، وتجرفها السيول، يقاسون شدة الجوع، وقسوة الشتاء، وخطر المرض والفناء، في زمن قاتم بالقسوة والعنف والرعب والدماء ورائحة الموت، نسأل الله أن يفرج كربهم ويهلك عدوهم. وأضاف: النصرة لازمة مع القدرة فكونوا أهل العون، والغوث، والمواساة، كونوا أهل البذل، والعطاء، ولا تكونوا من أهل التخاذل والتقاعس والإبطاء، كونوا من أهل الشفقة والصدقة والإحسان ولا تكونوا ممن كره السخاء واستثقل النداء وأخلف الرجاء، أمدوهم وأعينوهم وأغيثوهم وأغنوهم، ولاستلموهم ولا تخذلوهم، قال النبي صلى الله عليه وسلم : " من نفس عن مسلم كربة من كرب الدنيا، نفس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة، ومن يسر على معسر يسر الله عليه في الدنيا والآخرة، ومن ستر على مسلم ستره الله في الدنيا والآخرة، والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه "، " من كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته "، فطوبى لمن أعان نازحا أو لاجئا أو مشردا بسكن أو كساء أو غطاء أو غذاء أو دواء أو ماء يبتغي بذلك وجه الله تعالى، لا يبتغي عرضا زائلا، ولا غرضا دنيويا حائلا، ولا أقسى قلبا، ولا أكثر شحا ممن يشبع وجاره جائع، وممن يبيت وأخوه مشرد ضائع، فيا من أنفقتم الأموال الكثيرة في اللهو والبذخ والسرف اتقوا الله عز وجل وتذكروا أن إخوانكم يعانون الحصار، ويلفهم الدمار، تستغيث منهم الحرائر وتصرخ منهم الصغار، فهبوا لنصرتهم وابذلوا المال لمواساتهم حتى تزول محنتهم وتنكشف شدتهم، وفي الحديث الشريف " الصدقة تطفئ غضب الرب ". وقال فضيلته: انكشف الغطاء، وسقط القناع، تحالفت الأفاعي، وتمالأت الأعادي ولا يرجى من الحية الرقطاء سلم ولا حل، وكل خبيث لا أمان له ولا عهد، وأما القاتل السفاح فسينال عاقبة ظلمه وجزاء صنعه، قال الله تعالى: " وما ربك بغافل عما يعمل الظالمون "، ونصر الله قريب، وآمال أهل الشرك تخيب".