قال فضيلة إمام وخطيب المسجد الحرام الدكتور سعود الشريم إن إيثار المرء السلامة والعافية في دينه لا يفهم منه الرضا بالدعة والقعود عما هو خير وما هو واجب لا يجوز القعود عنه وإنما تؤثر السلامة والعافية في مواطن الفتن والريب وتساوي الأمرين معا بحيث يشتبه الحق بغيره فيدع المرء ما يريبه إلى مالا يريبه ومن اتقى الشبهات فقد استبرا لدينه وعرضه ومن وقع في الشبهات وقع في الحرام , ولهذا كان من اعتقاد أهل السنة والجماعة في الفتن والخطوب المدلهمة إن السلامة لا يعدلها شيء والقعود أسلم إلا إذا تبين لهم الحق بالأدلة الشرعية الواضحة الصريحة الصحيحة فإنهم ينصرونه وأن من فر بدينه من الفتن سلمه الله منها وأن من حرص على العافية عافاه الله ومن أوى إلى الله آواه الله وذلك حال استحكام الفتن أيما استحكام وأن مما ينبغي الحذر منه الفهم الخاطئ لبعض القعدة الذين يفهمون العافية في غير موضعها وفي المدينةالمنورة قال إمام وخطيب المسجد النبوي الشيخ صلاح البدير إن المشردين في الأرض هم صور وفصول من المعاناة فروا من ويلات الحروب والصراعات والعنف والمواجهات هجروا دورهم هرباً من القصف والقتل والدمار والمجازر المفجعة والجرائم المروعة التي يرتكبها الخونة الفجرة في شام العزة والكرامة والإباء وفي غيرها من بلاد المسلمين حتى أضحوا يعيشون في العراء لا مساكن تؤويهم ولا دور تقيهم سوى خيام تمزقها الريح وتقتلعها العواصف وتجرفها السيول يقاسون شدة الجوع وقسوة الشتاء وخطر المرض في زمن قاتم بالقسوة والعنف والرعب والدماء ورائحة الموت ، فنسأل الله أن يفرج كربهم وأن يهلك عدوهم". وبين فضيلته أن النصرة لازمة مع القدرة فعلى المسلمين أن لا يكونوا من أهل التخاذل والتقاعس والابطاء وأن يكونوا من أهل الغوث والعون والمواساة وأهل البذل والعطاء وأن يغيثون ويعينوا اخوانهم ولا يخذلوهم مستشهدا فضيلته بقول الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم :( مَنْ نَفَّسَ عَنْ مُسْلِمٍ كُرْبَةً مِنْ كُرَبِ الدُّنْيَا نَفَّسَ اللَّهُ عَنْهُ كُرْبَةً مِنْ كُرَبِ يَوْمِ الْقِيَامَةِ ، وَمَنْ يَسَّرَ عَلَى مُسْلِمٍ يَسَّرَ اللَّهُ عَلَيْهِ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ ، وَمَنْ سَتَرَ مُسْلِمًا سَتَرَهُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ ، وَاللَّهُ فِي عَوْنِ الْعَبْدِ مَا كَانَ الْعَبْدُ فِي عَوْنِ أَخِيهِ). وقال فضيلة إمام وخطيب المسجد النبوي :" أن الخير كله لمن ساعد إخوانه النازحين فطوبى لمن أعان نازحا أو لاجئا أو مشردا بسكن أو كساء أو غطاء أو غذاء أو دواء أو ماء ، يبتغي بذلك وجه الله سبحانه وتعالى لايرجوا عرضاً زائلاً ولا غرضاً دنيوياً ، مشيراً فضيلته إلى أنه لا يوجد أقسى من قلب ولا اكثر من شح ممن يشبع وجاره جائع وممن يبيت وأخوه مشرداً ، قال صلى الله عليه وسلم :( لَيْسَ الْمُؤْمِنُ الَّذِي يَشْبَعُ وَجَارُهُ جَائِعٌ إِلَى جَنْبِهِ)".