وجّهت أحزاب المعارضة الأردنية أمس في مسيرة حاشدة بعمان بعد صلاة الجمعة إنذاراً علا سقفه، في حال لم يقم النظام بالإصلاحات السياسية والاقتصادية ومحاربة الفساد. وحذر آلاف المتظاهرين النظام مما أسموه "الكرت الأحمر"، وهتفوا "رفعنا الكرت الأصفر لا تخلونا نرفع الأحمر". وحمل المتظاهرون بطاقات حمراء كتب عليها "مقاطعون" للانتخابات النيابية التي تجرى في الثالث والعشرين من الشهر الجاري. وندد آلاف المتظاهرين في المسيرة التي نظمتها جماعة الإخوان المسلمين وحراكات شبابية وشعبية وحزبية تحت اسم "الشرعية الشعبية"، بتراجع النظام عن الإصلاح، مطالبين بمقاطعة الانتخابات "الوهمية" وإعطاء "الشرعية للشعب". وقال نائب المراقب العام لجماعة الإخوان المسلمين زكي بني ارشيد، في تصريح صحفي أثناء مشاركته في المسيرة إن فعالية الشرعية الشعبية جاءت لتوصل "رسالة مهمة لأصحاب القرار مؤداها وعنوانها أن الشعب الأردني لم يعد بحاجة إلى شعارات ومبادرات وكلمات، وإنما هو بحاجة إلى فعل حقيقي يترجم مطالب الشعب". وقال إن "النظام السياسي الأردني ليس له إلا طريق واحد للنجاة، وهو الاستماع إلى مطالب الشعب". وقال المراقب العام لجماعة الاخوان المسلمين الدكتور همام سعيد في خطبة الجمعة التي أمّها بالمشاركين في المسيرة إن "الانتخابات القادمة مثل السابقة، وسوف تبقى تُطوى الملفات حتى يأتي دور الشعب ليقول كلمته". وأضاف أن :"الشعب الأردني يطالب منذ سنوات بأن يكون له سلطة حقيقية حتى يتمكن من إدارة أموره واختيار حكامه، لا أن تفرض الحكومات عليه فرضاً." وتقاطع الحركة الإسلامية وعدد من الحراكات الشبابية والشعبية الانتخابات النيابية التي ستجري بعد أيام. وفي محافظة الكرك (جنوب العاصمة عمان ) اقام حراك اللجان الشعبية العربية بعد صلاة الجمعة اعتصاما انتقدوا فيه قانون الانتخاب وقالوا انه لن يقود إلى مجالس نيابية قريبة من تطلعات الشعب الأردني. وشددوا على أن الانتخابات الحالية بدوائرها العامة والمحلية تزييف لإرادة الشعب ويتسيدها رأس المال، داعين الأردنيين إلى مقاطعتها. ورأى المتظاهرون ان من سيصلون الى عضوية المجلس النيابي سيكونون في غالبيتهم العظمى ممثلين لمصالحهم الشخصية لا نواب شعب يدافعون عن حقه في الحياة الكريمة والمستوى المعيشي اللائق.