قال «د.محمد المطوع» -وكيل كلية العلوم الاجتماعية بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية-: «دائماً ما استنكر المشاهد التي تضع الطفل في مواقف محرجة، وأذكر أنني رأيت مقطعا لطفل تركه والداه فوق خيل تجري بسرعة فائقة إلى أن سقط على الأرض متألماً مما حدث له من إصابات، ولا أدري كيف يتحمل الوالدان هذا المشهد الذي يحمل الأذى النفسي والبدني». وأضاف أنّ بناء الشخصية يكون من الصغر واستمرارية هذا الأثر المؤلم لسنوات طويلة يؤثر سلباً على الطفل الصغير الذي لن ينسى أبداً المواقف المحرجة، والمؤلمة، والمحزنة، والمحبطة، لمشاهد تحمل في ظاهرها الضحك على الأطفال، غير مبالين بحجم الأثر النفسي والألم المستمر لسنوات طويلة بسبب هذه المشاهد. وأشار إلى أنّ هذه المشاهد تصيب الطفل ب»الفوبيا» من ركوب الخيل، والسيارة، وترسم الصورة في ذاكرته وعندما يكبر يرفض هذا المشهد، وقد يلوم والديه ويفسّر تصرفهم بأنّه كره وأنّهم لا يريدونه، وقد ينتقم منهم في الكبر، فهو لن يقتنع أنّ غاية والديه مجرد التسلية، لافتاً إلى أنّ بعض الأمور الصغيرة التي يفعلها الطفل وتجد تساؤلات من المحيطين به في الكبر مثل: لماذا لا تأكل التفاحة أوساندويتش الجبنة؟، ولو بحثنا عن الأسباب قد يكون وراءها موقف مؤلم تعرض له؛ مما جعله يتجنب تلك الأشياء، ولن يزول الأثر بسهولة، إلاّ بعد إخضاعه لعلاج نفسي سلوكي ولجلسات علاجية طويلة.