تحل هذه الأيام الذكرى الرابعة للشاعر الإماراتي سلطان بن علي العويس، صاحب الجائزة الأدبية والشعرية الأشهر في العالم العربي. كان سلطان بن علي العويس بهيجاً فرحاً وهو يجالس الأدباء والشعراء ويقربهم منه، وفي يوم تسلم الجائزة لمستحقيها كان بمثابة يوم عرسه، ومنذ دورتها الأولى في العام 1989 وإلى الآن تعطى هذه الجائزة لمستحقيها من مختلف الاتجاهات، والانتماءات، والبلدان دون تمييز، وقد نال هذه الجائزة عدد من أقطاب الفكر والشعر والرواية والفن، أما الآخرون من المبدعين العرب فإنهم على مرمى حجر منها، لأنها جائزة حيادية واللجنة التي تقرر الفائزين بها مشهود لها بالنزاهة والمصداقية، ومن أعلام الفكر والثقافة في العالم العربي . يقول عنه عبدالغفار حسين صديقه ورئيس مجلس الإدارة في جائزة سلطان بن علي العويس : كان أبوعلي سلطان بن علي العويس رحمه الله رجل أعمال بارزاً، معروفاً على الصعيد الإقليمي الخليجي، وذا بسطة في المال لا يضاهيه فيها إلا القليل في هذه المنطقة من الوطن العربي التي تعج بأصحاب الثروات الكبيرة . لكن ما يهمنا هو الجانب الثاني من شخصيته وهو أنه كان من ذوي الثقافة ومن المهتمين بها، وقد عرف بهذه الخصلة في الأوساط الثقافية العربية داخل الخليج وخارجه، فأصبحت هذه الخصال ملازمة له وميزته على الكثير من أقرانه من رجال المال والأعمال، ومن البديهي ألا يكون لدى المثقفين والأوساط الثقافية كبير اهتمام بثروة سلطان أو بماله، إلا في ما يسخر من هذا المال، وهذه الثروة لنفع الثقافة والمثقفين، أو لمن أصابتهم حرفة الأدب والثقافة في مجتمع الغلبة فيه للفلوس على الفكر . وأضاف عبدالغفار حسين : أنه لو قدر لسلطان العويس أن يعيش لفترة أطول لكان قد أوصى وخصص أموالاً كثيرة أخرى لمشاريع خيرية وثقافية، ولكن رحيله المفاجىء جعل هذه الرغبة لا تتحقق، تلك الرغبة التي لا أشك أنها كانت تراوده، وأصبح موته خسارة كبرى، وضربة موجعة لمن يهمه أمر الثقافة والعلوم ولمن عرفوا هذه الشخصية الخيرة . ولد سلطان بن علي العويس في الحيرة في إمارة الشارقة، في العام 1925، في كنف علم وأدب وقد أمضى عشر سنوات في بومباي في الهند، وعاد إلى الإمارات عام 1957، وقد كتب قصيدته الأولى في العام 1947، لكن بداية النشر كانت في العام 1970، كان شعره مزيجاً من الغزل العذري العفيف، والشعر الوطني والقومي، وكان يكتب على الطريقة العمودية، وقد لاقت أشعاره نجاحاً كبيراً في الأوساط الأدبية والشعبية من شاعر عربي مجيد لم ينغلق على ذاته، بل كان يبوح بما في نفسه، ويزرع في الأرض التي أحب مشاعل من الشعر الوجداني والحياتي أكدت انتماءه الصادق لوطنه وأمته.