قفزات من النجاح حققتها المرأة السعودية الطموحة, رسمت أمامها خارطة أمل, معالمها كرامة وتعب وجهد واستحقاق, لتنال من خلالها أعلى المراتب والمناصب نتيجة عملها الدؤوب وجهدها المستمر في تطوير مجتمعها ونفسها والنهوض ببلدها لمنافسة أولى الدول, وخلال سبعة أعوام فقط حققت المرأة ما طمحت اليه منذ نصف قرن, وسجلت حضورا على مستوى نائب وزير ومدير جامعة ووكيل وزارة, وهاهي اليوم تسير بنفس الثبات إلى مطبخ صنع القرارات, لتدخل مجلس الشورى بواقع 30 مقعداً شكل 20% من المقاعد المتاحة. والتقت "الرياض" بعدد من النساء والفتيات والطالبات لتنقل أصواتهن وآمالهن إلى من سيتحملن أمانة مطالبهن لمناقشتها بجدية وطرحها كمقترحات لمجلس الوزراء. المرأة السعودية تطالب بنصرتها ومعاملتها كإنسان بالغ وإزاحة الوصاية عنها لا نريد منصباً تشريفياً.. بداية تمنت طالبة الطب "نوره علي" أن لا يكون مقعد المرأة في المجلس تشريفياً فقط, فالمجتمع بحاجة لأن تكون المرأة الشورية فاعلة ومرآة حقيقية عاكسة لكل ما يؤرق بنات حواء, وتقول: لا نريد أن تحصر المرأة الشورية نفسها بقضايا تقليدية تنهيها بمؤجل, فنحن نريد منهن أن ينصفن المرأة كإنسان في المجتمع وأن تعامل كعاقل بالغ, متأملة منهن أن يناقشن قضايا المحرم والابتعاث الخارجي, وأن يساهمن في فك أسر الوصايا على المرأة, وأن تقلص بعض الأمور الحكومية التي لا تتم إلا بوجود محرم, إضافة إلى النظام الجديد في الجوازات المتكفل بإبلاغ ولي أمر المرأة عن سفرها للخارج, فالمرأة وصلت لأعلى المصاف وهي بحاجة لتعزيز ثقتها بنفسها وأن تعامل كإنسان رشيد كتعامل أي دولة مجاورة لنسائهن. نساء وفتيات لعضوات المجلس: نريدكن مرآة عاكسة لأبرز قضايانا وحقوقنا قيادة السيارة أولاً.. بينما رأت الطالبة الجامعية "لينا خالد" أن قضية قيادة السيارة من أكثر القضايا المطروحة في الساحة, وخاصة بعد الاستغلال غير المقبول الذي تواجهه المرأة السعودية في الوقت الحالي والاستنزاف المادي الذي تقع في براثنه نتيجة حرمانها من حق القيادة دون وجود مسوغ شرعي, إضافة إلى قضايا المطلقات والأرامل والمعنفات, ف30 عضوة ستكون في عنقهن ملايين من النساء السعوديات, والآمال على عاتقهن كبيرة, والمرأة أثبتت وجودها وقدرتها على المحاورة والوصول لأعلى الدرجات ونريد منها الإسهام في إيصال صوت المرأة لولاة الأمر. الطالبة غادة سقف الطموح ارتفع.. من جهتها رأت الطالبة الجامعية "مشاعل" أن الاعتراف برأي المرأة ومشورتها على مستوى القيادة يعظم من مكانتها بعد أن كانت مهمشة في السابق, خاصة وأنه لدينا العديد من الأكاديميات والطبيبات والاختصاصيات اللاتي يمتلكن عصارة فكرية يجب الاستفادة منها لحل قضايا المجتمع. واضافت أن قرار تعيين 30 امرأة سعودية في مجلس الشورى من شتى التخصصات ومناطق المملكة رفع سقف الطموح لدى المرأة السعودية ونهض بها لتتقدم في مصاف الصفوف الأولى, كما أن تنوع المجالات للمرأة السعودية أنهى محدودية مستقبل المرأة الذي كان يتأرجح في السابق ما بين معلمة وطبيبة. وتمنت الطالبة الجامعية من العضوات أن يستضفن الفتيات والطالبات ويتناقشن معهن حول احتياجاتهن, وأن تكون مشورتهن على دراية وبحث وتقصٍ. الطالبة مشاعل المرأة ستسد ثغرات المجلس.. وشاطرتها الرأي الطالبة الجامعية "مرام" وقالت إنه لا يوجد من يفهم قضايا المرأة سوى المرأة نفسها, فالمرأة ستستطيع سد الثغرات التي كانت تواجه المجلس الرجالي, بحكم تعمقها في قضايا المرأة, متمنية أن تهتم المرأة الشورية في المرحلة الأولى بقضايا المرأة, فالعديد من الملفات لا تزال تنتظرها, والطريق أمامها طويل وشاق, سائلة المولى أن يقدرهن على مد يد العون لبنات جلدتهن وإنصافهن ضمن توجهات خادم الحرمين الشر يفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز نصير المرأة الأول. طالبة الطب نورة علي ناقشوا البطالة النسائية.. بدورها, تمنت الخريجة "مشاعل أحمد" من عضوات المجلس التركيز على قضايا البطالة النسائية, فحافز ليس بحل للفتيات الجامعيات, وقالت : نحن بحاجة لفتح العديد من المجالات للمرأة السعودية والاستفادة من قدراتها وإمكانياتها وتحويلها من طاقة معطلة إلى طاقة منتجة وفاعلة في المجتمع, موضحة أن خادم الحرمين الشريفين نجح في إنصافها وساهم في دفع عجلة تنميتها نحو أعلى المناصب, الأمر الذي دفع العديد لانتظار المزيد من العدل والإنصاف. الطالبة مرام ملفات مؤجلة.. وقالت الجامعية "غادة" إن المرأة السعودية نجحت في تكوين خط سلطة وتنفيذ لها على جميع المستويات الاجتماعية والسياسية والاقتصادية, وهاهي تسير بخطى ثابتة نحو مجلس الشورى, فالآمال على عاتقهن معلقة, والمجتمع بأكمله نساءً ورجالا يترقب ماذا سيقدمون في المجلس, وما هي حدود فاعليتهن في فتح الملفات الساخنة التي تراكمت عليها الأتربة بسبب عبارة " تأجيل ". الخريجة مشاعل أحمد حملٌ كبير ينتظر النساء المعينات بقرار ملكي في مجلس الشورى من شتى التخصصات والقطاعات المتنوعة, وآمال وتطلعات تترقب منهن الإقدام والنصرة للمرأة السعودية في مناقشة قضاياهن بجرأة ووضوح, لتُعامل كإنسان رشيد وبالغ.