«الحياة الفطرية» تطلق 66 كائناً فطرياً مهدداً بالانقراض في محمية الملك خالد الملكية    أمين عام رابطة العالم الإسلامي يلتقي بابا الفاتيكان    فعاليات يوم اللغة العربية في إثراء تجذب 20 ألف زائر    لا تكتسب بالزواج.. تعديلات جديدة في قانون الجنسية الكويتية    الدفعة الثانية من ضيوف برنامج خادم الحرمين يغادرون لمكة لأداء مناسك العمرة    الشرقية تستضيف النسخة الثالثة من ملتقى هيئات تطوير المناطق    يونس محمود ينتقد ترشيح المنتخب السعودي للقب كأس الخليج    رضا المستفيدين بالشرقية استمرار قياس أثر تجويد خدمات "المنافذ الحدودية"    افتتاح إسعاف «مربة» في تهامة عسير    سلمان بن سلطان يدشن "بوابة المدينة" ويستقبل قنصل الهند    تحت رعاية خادم الحرمين.. «سلمان للإغاثة» ينظّم منتدى الرياض الدولي الإنساني الرابع فبراير القادم    بلسمي تُطلق حقبة جديدة من الرعاية الصحية الذكية في الرياض    وزارة الداخلية تواصل تعزيز الأمن والثقة بالخدمات الأمنية وخفض معدلات الجريمة    "مستشفى دلّه النخيل" يفوز بجائزة أفضل مركز للرعاية الصحية لأمراض القلب في السعودية 2024    وزارة الصحة توقّع مذكرات تفاهم مع "جلاكسو سميث كلاين" لتعزيز التعاون في الإمدادات الطبية والصحة العامة    أمانة جدة تضبط معمل مخبوزات وتصادر 1.9 طن من المواد الغذائية الفاسدة    نائب أمير مكة يفتتح غدًا الملتقى العلمي الأول "مآثر الشيخ عبدالله بن حميد -رحمه الله- وجهوده في الشؤون الدينية بالمسجد الحرام"    السعودية تستضيف الاجتماع الأول لمجلس وزراء الأمن السيبراني العرب    المياه الوطنية: خصصنا دليلًا إرشاديًا لتوثيق العدادات في موقعنا الرسمي    ارتفاع أسعار النفط إلى 73.20 دولار للبرميل    وزير العدل: مراجعة شاملة لنظام المحاماة وتطويره قريباً    رئيس جامعة الباحة يتفقد التنمية الرقمية    متعب بن مشعل يطلق ملتقى «لجان المسؤولية الاجتماعية»    وزير العدل: نمر بنقلة تاريخية تشريعية وقانونية يقودها ولي العهد    إسرائيل تتعمد قتل المرضى والطواقم الطبية في غزة    اختتام معرض الأولمبياد الوطني للإبداع العلمي    أمير نجران يدشن مركز القبول الموحد    المملكة تؤكد حرصها على أمن واستقرار السودان    أمير الشرقية يرعى ورشة «تنامي» الرقمية    استعراض أعمال «جوازات تبوك»    توجه أميركي لتقليص الأصول الصينية    متحف طارق عبدالحكيم يحتفل بذكرى تأسيسه.. هل كان عامه الأول مقنعاً ؟    العلوي والغساني يحصدان جائزة أفضل لاعب    القتل لاثنين خانا الوطن وتسترا على عناصر إرهابية    مدرب الأخضر "رينارد": بداية سيئة لنا والأمر صعب في حال غياب سالم وفراس    جمعية النواب العموم: دعم سيادة القانون وحقوق الإنسان ومواجهة الإرهاب    ماغي بوغصن.. أفضل ممثلة في «الموريكس دور»    "القاسم" يستقبل زملاءه في الإدارة العامة للإعلام والعلاقات والاتصال المؤسسي بإمارة منطقة جازان    ضمن موسم الرياض… أوسيك يتوج بلقب الوزن الثقيل في نزال «المملكة أرينا»    الاسكتلندي هيندري بديلاً للبرازيلي فيتينهو في الاتفاق    التحذير من منتحلي المؤسسات الخيرية    ولادة المها العربي الخامس عشر في محمية الأمير محمد بن سلمان الملكية    لا أحب الرمادي لكنها الحياة    الإعلام بين الماضي والحاضر    استعادة القيمة الذاتية من فخ الإنتاجية السامة    منادي المعرفة والثقافة «حيّ على الكتاب»!    إن لم تكن معي    أداة من إنستغرام للفيديو بالذكاء الإصطناعي    الطفلة اعتزاز حفظها الله    أجسام طائرة تحير الأمريكيين    شكرًا ولي العهد الأمير محمد بن سلمان رجل الرؤية والإنجاز    الجوازات تنهي إجراءات مغادرة أول رحلة دولية لسفينة سياحية سعودية    أكياس الشاي من البوليمرات غير صحية    ضيوف الملك يشيدون بجهود القيادة في تطوير المعالم التاريخية بالمدينة    نائب أمير منطقة تبوك يستقبل مدير جوازات المنطقة    الأمير سعود بن نهار يستأنف جولاته للمراكز الإدارية التابعة لمحافظة الطائف.    لمحات من حروب الإسلام    وفاة مراهقة بالشيخوخة المبكرة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



السعوديات حاملات الدكتوراة من الغرب الأعلى نسبة عربياً
متابعات ثقافية رئيس مؤسسة المرأة العربية د. كريم فرمان ل عكاظ :
نشر في عكاظ يوم 16 - 05 - 2010

أفاد «عكاظ» رئيس مجلس إدارة مؤسسة المرأة العربية الدكتور كريم فرمان، أن هناك شهادة موثقة أن كل النساء العربيات اللائي تولين مناصب وزيرات أو وكيلات أو سفيرات خرجن من المنصب بأياد بيضاء، مشيرا إلى أن هناك الكثيرات من النساء العربيات برزن دوليا، منهن ثلاث عالمات سعوديات يعملن في جامعات أمريكا وبريطانيا وفي مفاعل نووي سويسري.
ولفت فرمان إلى أن المملكة تدعم كل الأنشطة والمؤسسات الهادفة، «ونحن نعتز بكل أشكال المساندة التي قدمتها المملكة، ونسعى إلى إبراز نجاحات المرأة السعودية في كل ميادين العمل»، مشيرا إلى «أن المرأة السعودية حصدت ستة من مقاعد جائزة المرأة العربية المتميزة، إضافة إلى نيل الأميرة عادلة بنت عبد الله بن عبد العزيز جائزة السيدة العربية الأولى لعام 2008 في دعم العمل الإنساني».
وكان «مركز دراسات مشاركة المرأة العربية» قد تحول بعد عقد من الزمان إلى مؤسسة برامج وأبحاث تحت مسمى «مؤسسة المرأة العربية» مقرها الإمارات العربية. وترصد المؤسسة المتخصصة واقع النساء العربيات على أصعدة عدة أهمها السياسي وما يتعلق في شكل عام بتمكين المرأة ومنحها مزيدا من فرص الشراكة التنموية في الوطن العربي، وهي غير ربحية مستقلة للأبحاث والبرامج المتعلقة بتنمية وتطوير دور المرأة وتوسيع مساحة مشاركتها في الحياة العامة والاقتصادية عبر سلسلة برامج وأنشطة.
«عكاظ» حاورت الدكتور كريم فرمان حول المؤسسة وسبل الارتقاء بواقع المرأة العربية، فإلى التفاصيل:
• خصصت حصص متباينة في المجالس النيابية في بعض البلدان العربية، ومازال عدد السيدات الممكنات في شكل عام محدودا أو شكليا بشهادة تقارير منظمات حقوقية وشواهد الواقع .. كيف تدفعون إلى مزيد من تحقيق فرص تواجد النساء في المجالس النيابية والبرلمانات والشورى والبلديات غيرها؟
في ظل ازدياد معدلات الفساد المالي وخيانة الأمانة لدى الرجال، حيث إن هناك شهادة موثقة أن كل النساء العربيات اللائي تولين مناصب وزيرات أو وكيلات أو سفيرات خرجن من المنصب بأياد بيضاء، ولك أن تعلمي كم عدد الرجال العرب الرسميين خلف القضبان أو ممن لم تستطع العدالة أن تمسك بهم. هنا أريد أن أشير إلى مسألة وميزة منحها الله للمرأة وهي الحرص والتحسب للمسؤولية والقناعة .. سعينا في «مركز دراسات مشاركة المرأة العربية» قبل أن يتحول إلى إطار أوسع هو «مؤسسة المرأة العربية» إلى القيام بأنشطة هادفة تبرز الوجه المشرق للمرأة العربية، وتوثيق نجاحها وتفوقها في ميادين العمل بغية تسليط الضوء على هذا الدور، وذلك جاء عبر «جائزة المرأة العربية المتميزة» التي انطلقت من رحاب جامعة الدول العربية، وانتقلت هذه الاحتفالية إلى العواصم العربية بهدف تقديم نماذج متنوعة لنجاح المرأة العربية، فقدمنا للشعب العربي والقادة وصناع القرار نماذج مشرفة تميزت وسطرت قصة نجاحها في العلم والعمل، قدمنا رئيسة البنك والوزيرة والبرلمانية ورئيسة الجامعة والقياديات في المنظمات الدولية وسيدات الأعمال، إضافة إلى إشراك نساء عربيات في منتديات الحوار العربي الأوروبي، كل ذلك أسهم في الدفع بقضية المرأة بالتضافر مع جهود طيبة لمؤسسات ومنظمات أخرى، وطلبنا في كل برامجنا وخطابنا تحديد كوتا للنساء في البرلمانات بنسبة 20 في المائة أو أكثر بهدف تأكيد الحضور والتواجد واعتياد المجتمع على مناصب النساء، لكن الخطر في الكوتا أن تكرارها ربما يدفع النساء إلى الكسل والتواكل مما يفقدها عنصر الاستحقاق والجدارة، في الكويت تجربة رائعة ثابرت المرأة وانتزعت حقها بالانتخاب وليس عبر الكوتا، وهذا ما نريده على المدى البعيد أن تكافح المرأة وتتنافس مع الرجال على المناصب العليا من خلال التمكين والتدريب والنزاهة والإخلاص في العمل الذي هو مفتاح الاطمئنان لدى المجتمعات العربية لمن صار يتولى المناصب العليا.
مناصب حيوية
• هل يؤرقكم في «مؤسسة المرأة العربية» هذه الفجوة التي بموجبها تغيب نيابة ورئاسة المرأة في مجالس الوزراء في الدول العربية؟
طبعا هذا يأتي ضمن هواجسنا نحو ضرورة إشغال المرأة مناصب سيادية أو حيوية بعيدا عن تكليف المرأة العربية في مجالس الوزراء لمناصب هامشية أو تنحصر في باب وزارة شؤون المرأة أو الرعاية الاجتماعية، أنا متفائل جدا من أن تأهيل المرأة لنفسها عبر الممارسة الإدارية والتحصيل العلمي سيساعد على النجاح وهناك إشراقات في هذا الجانب في موريتانيا تدير بكفاءة سيدة دفة السياسة الخارجية، وفي سورية تتولى الدكتورة نجاح العطار منصب نائب رئيس جمهورية وبثينة شعبان مستشارا سياسيا لرئيس الجمهورية، كما أن منصب النائب العام في سورية منذ سنوات تشغله امرأة، وفي دول الخليج العربي نرى في الإمارات العربية خلال بضع سنوات عدد الوزيرات أربعة، وفي سلطنة عمان أربعة كذلك، ومن المملكة نائبة وزير، وتطور الأمر في دول أخرى بصورة إيجابية. وقبل النظر إلى عنوان المنصب الذي تشغله المرأة، يهمني أن أنظر إلى ماذا تستطيع أن تضيفه المرأة العربية إلى هذا المنصب من تطوير وعطاء وتميز.
أجندات مشبوهة
• كيف نتجنب تحول قضايا المرأة إلى ملفات قابلة للمزايدة عليها من قوى الداخل أو الخارج؟
هذا صحيح جدا، ونحن نعترف أن هناك قوى ومنظمات أجنبية وغربية تريد توظيف قضايا المرأة العربية لمصلحة أجندات سياسية مشبوهة؛ فمرة طلبت منا إحدى المؤسسات الأوروبية أن نعمل بحثا عن ختان النساء مقابل مبلغ مالي كبير، فقلنا لهم هذه مواضيع غير ذات جدوى.. تعالوا وساعدونا أن نقيم مشفى للنساء في بلد عربي فقير فاختفوا، كما أريد أن أوضح أن منظمة أمريكية قبل سنتين تحت لافتة التعاون، طلبت منا أن ننظم معهم منتدى في واشنطن في نادي الصحافة لبحث عراقيل مشاركة المرأة العربية، لكن وجدنا في رسائل التغطية الإعلامية والدعوات المرسلة مفاجأة.. إذ أن الموضوع قد حرف وأختزل إلى موضوع جزئي يحمل إساءة إلى المملكة، فتحركنا فورا لإلغاء هذا المنتدى لأن فيه سعيا مبرمجا لتوظيف سياسي مقصود.
نحن يجب أن نقتلع شوكنا بأيدينا بدلا من الغرباء، لكن هذا لا ينفي أحيانا من أن بعض المناشدات الخارجية ربما تخدم في الإحساس بأهمية اتخاذ قرارات لصالح النساء.
الدعم السعودي
• تعتبرون المملكة داعما كبيرا لكم.. ماذا قدمت المؤسسة للسعوديات؟
من المؤكد أن المملكة تدعم كل الأنشطة والمؤسسات الهادفة، ونحن نعتز بكل أشكال المساندة التي قدمتها المملكة بقيادة خادم الحرمين الشريفين وولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبد العزيز، ونسعى إلى إبراز نجاحات المرأة السعودية في كل ميادين العمل، فانعكس ذلك على مشاركة العديد من النساء السعوديات في أنشطتنا، كما أن المرأة السعودية حصدت ستة من مقاعد جائزة المرأة العربية المتميزة، إضافة إلى نيل الأميرة عادلة بنت عبد الله بن عبد العزيز جائزة السيدة العربية الأولى لعام 2008 في دعم العمل الإنساني. ونحن في المؤسسة نقدر نجاحات النساء السعوديات ولاسيما إذا ما عرفنا أن في المملكة أكبر عدد في الوطن العربي من النساء الحاصلات على الدكتوراة من الجامعات الغربية والبارزة.
مشاريع وبرامج
• تحث مؤسسة المرأة العربية الهيئات والمنظمات والدول المانحة على تقديم المزيد من المشاريع والبرامج الهادفة إلى الارتقاء بمستوى المعيشة للمرأة خصوصا في البلدان الفقيرة، هل تقدم لكم هذه الهيئات والمنظمات دعما كافيا؟ وكيف تقيمون هذا الدعم؟
في ظل مناخات سابقة، وجدنا أن جل العمل في إطار منظمات ومؤسسات المرأة انصب على الأعمال الثقافية وإعداد البحوث والتقارير والندوات، لكن أمتنا العربية والنساء خصوصا شبعت من الكلام الذي لا يطعم ولا يشغل امرأة، لذا أطلقت مؤسستنا برنامج التنمية العلمية والإنسانية الموجه لمصلحة المرأة في البلدان العربية الفقيرة، حيث ينتشر الفقر والجهل والبطالة والمرض وهن بحاجة لمن يقدم لهن العون بدلا من النصائح، لذا بدأنا في جزر القمر البلد العربي والمسلم الذي يعد أفقر بلدان العالم وشرعنا في إقامة مركز تدريب النساء على الأعمال والحرف، كما أننا بنينا وجهزنا مستشفى للجراحة والعيون والأسنان في العاصمة موروني، وشيدنا دارا للبنت اليتيمة وعيادتين للأسنان، وإنشاء قسم داخلي لطالبات جامعة جزر القمر، ولم يبق من مشاريعنا سوى دار للبنت اليتيمة في جزيرة انجوان ومستشفى للولادة، حيث النساء هناك يلدن على الرصيف. ولعل الدعوة قائمة وعبركم للمقتدرين من أجل اتمام هذه المشاريع، وسوف نطبق هذه التجربة والبرنامج كل ثلاث سنوات في دولة عربية فقيرة.. ربما لا نحل المشكلة إنما نسهم في الحل. أما حول المانحين فهي بصراحة إذا ما وصلت الطلبات إلى القادة العرب، فهم لا يقصرون وقد لمسنا هذا، لكن هناك للأسف من يحجب أعمال الخير والإنسانية عنهم من فرق المكاتب الخاصة. أما على الصعيد الشعبي فالاستجابة محدودة لأننا نسعى إلى إقامة مشاريع تنموية تديرها وتشغلها المؤسسة لا أن تسلمها كهبات خيرية إلى مسؤولين في بلدان فقيرة هم أصلا غير قادرين على إدارتها أو تشغيلها؛ لذا فتراها بعد فترة وجيزة خرابا ومغلقة الأبواب. ثم إن الجمعيات والمؤسسات الغربية تمنح.. لكن الله يعلم عن غاياتها، فأحيانا تكون لأغراض التنصير أو نشر قيم ومذاهب معينة.
عربيات المهجر
• ماذا عن العربيات في المهجر، وما أبرز القضايا التي تلامسون حساسيتها وتتعلق بمعيشتهن خارج الوطن العربي؟
العربيات في بلدان المهجر يضربن مثلا رائعا في التميز والنجاح؛ لأن في العالم الغربي لا واسطة أو نسبا عائليا يشفع للمرأة سوى اجتهادها وعملها وسعيها، لذا نجد أن العربيات برزن في الجامعات الغربية المرموقة عالمات وطبيبات ومهندسات.. يكفي أن هناك الآن ثلاث عالمات سعوديات يعملن في جامعات أمريكا وبريطانيا ومفاعل نووي في سويسرا، وأشهر مهندسة معمارية في العالم عراقية وغيرهن الكثير. لكن موضوع المرأة في المهجر ومعاناتهن أكثر من قدرات مؤسسة عربية مثلنا لا تتجاوز ميزانيتها السنوية مليوني ريال إنها بلا شك مهمة ومسؤولية الحكومات العربيات أن تتابعها بدقة للأهمية الفائقة للاستفادة من قدرات نساء العرب المهاجرات من بلادنا العربية وهي إشكالية تنسحب على الرجال والنساء على حد سواء.
تحول وتطوير
• تحولتم إلى مؤسسة.. نود فهم الفكرة من التحول والتطوير؟
تحولنا إلى مؤسسة بعد أن انطلقنا من مركز دراسات متخصص بمشاركة المرأة في عام 2001م وبعد عشر سنوات من النجاح المتواصل، كذلك الصعوبات التي تجاوزناها بإصرار برزت أمامنا الحاجة إلى المراجعة والتطوير، وبعد أن أدركنا مدى الحاجة إلى البرامج التنموية التي تساعد المرأة العربية على تنمية قابلياتها وقدراتها، وتعبيرا عن مدى الحاجة الماسة إلى برامج عملية؛ لأن الناس تريد أن ترى شيئا ملموسا على الأرض لا دراسات وتوصيات، لذا أطلقنا برنامج دعم الطالبات العربيات في البلدان الفقيرة لنيل الماجستير والدكتوراة، وقدمنا لهن منحا جامعية أو مساعدة مالية سنوية وتذاكر سفر ولدينا 55 طالبة عربية على نفقة البرنامج إضافة إلى تقديم النصائح الأكاديمية، كما أننا شرعنا في تشغيل وإدارة مشاريع علمية وصحية وعلاجية تقدم للنساء في البلدان الفقيرة وإضافة إلى الأنشطة العربية الأخرى كجائزة المرأة المتميزة والأبحاث والمنتديات ومراكز التدريب بذلك صار لزاما أن نتحول إلى مؤسسة برامج وأبحاث، وتم استحصال الموافقات الأصولية فتحولنا إلى «مؤسسة المرأة العربية»، كإطار ومظلة قانونية لجميع أنشطتنا، وهي مؤسسة عربية غير ربحية ذات منفعة عامة تعنى بتنمية وتطوير دور المرأة العربية في الحياة العامة.
خطة طموحة
• ما هي خطتكم للتقدم بواقع المرأة العربية؟
نسعى وفق خطة طموحة لتوسيع رقعة حضور المرأة في هيئات صنع القرار والمناصب العامة، إضافة إلى أهمية تنمية مشاركتها في أنشطة منظمات المجتمع المدني التي صارت مظهرا حضاريا لبناء الدولة المدنية وتعزيز ثقافة حقوق الإنسان والشفافية والنزاهة، كما أننا سنولي أهمية لإقامة نشاطات مشتركة في الساحة الدولية مع مؤسسات أكاديمية ومنتديات ومنظمات عالمية من أجل تحسين صورة المرأة العربية في الثقافة الغربية المرتبطة بالحريم والقصور وثقافة التبذير كي نسهم في صياغة خطاب إيجابي وهادف عن قضايا المرأة، كل ذلك سوف لا يغفلنا عن برنامج التنمية العلمية والإنسانية الذي نعتقد أنه قد لاقى صدا واسعا.
أمر مخجل
• ماذا أضافت البحوث والدراسات للمؤسسة وللمرأة العربية بشكل عام؟
طبيعي أن عملية الأبحاث والدراسات الجادة صارت علامة على مدى ودرجة رقي المجتمعات والبلدان، لكن للأسف أن ما يخصص للجامعات والمؤسسات الأكاديمية في الوطن العربي أمر مخجل إذا ما عرفنا أن ميزانية البحوث في الجامعات الأمريكية تضاهي ميزانيات دول عربية وأفريقية .. تصوري مرة سألت أحد رؤساء الجامعات العربية الحكومية عن مخصصات الأبحاث والدراسات البحثية فأجاب لا تخصيص إطلاقا في الميزانية ونحن نتدبر هذا الجانب من نثريات الضيافة والايفادات.
حقوق واتفاقيات
• صادقت 18 دولة عربية على اتفاقية القضاء على جميع أشكال التمييز ضد المرأة، لكن بعض الدول لا تطبق بنود الاتفاقية، ما هو دوركم للمضي بمزيد من الاستحقاقات للمرأة العربية إذا كان التوقيع على الاتفاقيات الدولية ربما لا يجدي لتمكين النساء؟
ليس العبرة في توقيع المعاهدات والاتفاقيات، فليس هناك شيء أسهل من أن توقع على اتفاقيات تحمل مضامين جيدة لمصلحة النساء، لكن العبرة في السعي إلى أن تلامس مضامين هذه الاتفاقيات أرض الواقع وتنعكس بصورة فعالة لصالح تطوير وحماية المنظومات القانونية المحلية المسؤولة عن إلغاء التمييز ضد النساء في الحقوق المكتسبة والمساواة في شروط تولي الوظائف والحصول على فرص التعليم. وهنا أجد أن منظمات المجتمع المدني وهيئات حقوق الإنسان يجب أن تضطلع بواجباتها عبر التنبيه ورصد السلبيات وتقديم بدائل تتوافق مع تقاليدنا العربية وقيمنا الإنسانية فليس كل ما يقرره العالم من بنود في المعاهدات الدولية مناسبا لمجتمعاتنا، ونحن يحق لنا كدول أن نثبت عند التصديق على هذه الاتفاقيات تحفظاتنا على بعض هذه الفقرات .. فبعض هذه الاتفاقات تصاغ من قبل عقليات غربية أحيانا تبيح ممارسات قيمية ضارة بنسيجنا القيمي والأخلاقي بما يتعارض ومبادئ ديننا الإسلامي الحنيف.
ثقافة وتقاليد
• ألستم تجاملون الحكومات العربية عندما تقولون في تقريركم السنوي إننا نجد الحكومات اختارت موقع المساندة والتشجيع للمرأة إلا أن الثقافة الاجتماعية والتقاليد القوية هي الأخطر أمام تقدم مشاركة المرأة العربية، أليس دور راسم السياسة (الحكومات العربية) الأخذ بيد الناس والتعاطي مع صيرورة التقدم بالشعوب على أنها فعل نخبوي لا يحتمل إلقاء العتب على الطرف الأضعف ويتحمله من يتوافر على مقومات القوة والسطوة والقدرة على اتخاذ القرار والتخطيط والتطبيق؟
نحن لا نجامل أحدا في هذا الأمر؛ لأننا ببساطة نجد أن القيادات العربية على العموم تمتلك رغبة في توسيع مشاركة وحضور المرأة في هيئات صنع القرار، لكن الثقافة والتقاليد الاجتماعية تقف حائلا أمام الدفع بهذه الرغبات نحو التطبيق، ويلاحظ أن الحكومة الكويتية هي من وقفت إلى جانب المرأة في نيل حقها في الانتخاب والترشيح، لكن تيارات سلفية وقبلية وقفت بشراسة أمام هذه الرغبة، كما أننا نشعر كمراقبين أن خادم الحرمين الشريفين الذي اسميه أنا دائما المصلح الكبير يعمل جاهدا على تنمية مساهمة المرأة السعودية في الحياة العامة وأبرز أمثلة على هذا قرارات ابتعاث النساء مع الرجال لنيل الشهادات العليا والتي تعتبر أكبر قرارات سيكون لها تأثيرات مستقبلية منطلقة من رؤيته البعيدة لمستقبل المملكة، كما أن منتديات الحوار الخاص بالمرأة وتوليته السيدة نورة الفايز كأول سيدة تتولى منصبا مهما والعناية بالنساء وتشجيعهن على العمل واستقبالهن وفتح أول جامعة مرموقة للبحث العلمي تبحث فيها المرأة إلى جانب أخيها الرجل، كل ذلك يحمل بصمات زعيم عربي له رؤية حقيقية وإيمان بدور المرأة. لكن لا بد أن نكون موضوعيين ونشخص أن الواقع الاجتماعي والتقاليد والثقافة السائدة والمتشددة هي من يحد من درجة تطور وتسريع هذه المشاركة.. ومثلما قال أحد الخلفاء المسلمين: إن الله قد ذم الخمر مرتين قبل أن يحرمها ولا أريد أن أدفع بالدين إلى الناس مرة واحدة، فإن التدرج مطلوب والمستقبل واعد.
التقرير السنوي
• ماذا يعود عليكم من التقرير السنوي للمؤسسة وتوزيعه على الحكومات؟
التقرير السنوي الذي يصدر عن مؤسستنا يوثق ويرصد مدى تقدم أو تراجع نسب مشاركة المرأة في مواقع القرار والمسؤولية، وهو حافز يفيد في الدفع بهذه المشاركة إلى الأمام، ونحن بسهولة نتمكن من رصد النساء في المناصب العليا بسبب أنها قليلة أصلا في كل دولة، كما أن تقاريرنا السنوية توزع في الأمم المتحدة والمجلس الاجتماعي واليونسكو وهي وسيلة ومصدر لمراكز البحث والمؤسسات الأكاديمية.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.