هددت سلطات الاحتلال الإسرائيلية أمس بإبعاد فلسطينيين أقاموا قرية على أراض مجاورة لمدينة القدس في خطوة أعلنوا أنها سلمية لمنع مصادرة الأراضي لصالح البناء الاستيطاني اليهودي. وقالت مصادر لجان المقاومة الشعبية الفلسطينية لوكالة الأنباء الألمانية (د. ب.أ) إن الجيش الإسرائيلي سلم القائمين على إقامة القرية إخطارات بإخلائها بشكل فوري وإلا سيتم استخدام القوة ضدهم. وذكرت المصادر أن قوات الجيش بدأت بحشد عناصرها في محيط القرية الواقعة في منطقة (إي 1) وأعلنتها منطقة عسكرية مغلقة بعد أن رفض المعتصمون فيها قرار إخلائها. غير أن محامين فلسطينيين رفعوا التماساً إلى المحكمة العليا الإسرائيلية لمنع تنفيذ الأمر، وهدّد الفلسطينيون في الموقع بأنها سيقاومون سلمياً أي محاولة لإخلائهم بالقوة. وقال صلاح الخواجا منسق لجنة مقاومة الاستيطان لموقع صحيفة "الرسالة نت"، إن الشرطة الإسرائيلية حاصرت المنطقة وهدّدت باقتحامها بعد أن أعلنتها منطقة عسكرية مغلقة. واللافت أن موقع "يديعوت أحرونوت" أطلق اسم "مستوطنين" على المواطنين الفلسطينيين الذين أعلنوا إقامة قرية "باب الشمس". وكان أكثر من 200 فلسطيني، أعلنوا الجمعة، عن إنشاء قرية فلسطينية جديدة أطلقوا عليها اسم "باب الشمس"، على أراضي المنطقة التي تسميها دولة الإحتلال الإسرائيلية "إي 1" شرق القدس، حيث تنوي إقامة 4000 وحدة استيطانية عليها، ونصبوا الخيام ووضعوا جميع المعدات لتثبيت القرية. وقال عبد الله أبو رحمة، أحد أبرز الناشطين في لجان المقاومة الشعبية الفلسطينية، إن الناشطين قاموا ببناء أكثر من 25 خيمة للسكن، إضافة إلى عيادة طبية مجهزة بالمعدات، ويوجد فيها طبيب مناوب، وأن الأعمال ستتواصل لبناء خيم أخرى. وأعلنت دولة الإحتلال الإسرائيلية قبل شهر مصادقتها على بناء أربعة آلاف وحدة استيطانية في منطقة (إي 1) التي تقع على أراض فلسطينية شرق مدينة القدس بين مستعمرة (معاليه أدوميم) الواقعة على أراضي الضفة الغربية وبين القدسالمحتلة. وتبلغ مساحة المنطقة حوالي 13 كيلومتراً مربعاً وهي أراض تابعة لبلدات العيساوية، والعيزرية، والطور، وعناتا، وأبو ديس في القدسالشرقية. وتعد هذه الخطوة الأولى من نوعها لنشطاء المقاومة الشعبية الفلسطينية في تحدي قرارات الاحتلال واسعة النطاق لمصادرة أراضٍ فلسطينية في الضفة الغربيةوالقدس بغرض البناء الاستيطاني عليها. ووصفت عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية الدكتورة حنان عشراوي إنشاء القرية ب"المبادرة الخلاقة والشرعية، وأداة سلمية لحماية الأرض الفلسطينية من المخططات الاستعمارية الإسرائيلية". وقالت في بيان صحافي "إننا ندعم ونؤيد هذه الخطوة التي كفلها القانون الدولي، والتي تعبر عن حقنا بالمقاومة الشعبية ضد الاحتلال الإسرائيلي غير الشرعي، وتؤكد حقنا بالعيش بدولتنا والدفاع عنها وحمايتها من هجمات الاحتلال ومستوطنيه، فنحن أصحاب الأرض الشرعيون، وهنا باقون".