بادرت مجموعة من المواطنين ونشطاء لجان المقاومة الشعبية في الضفة الغربية على اقامة قرية صغيرة من الخيام في المنطقة المسماة « اي 1» لمواجهة المخطط الاستيطاني التهويدي الرامي الى ربط مستعمرة «معالية ادوميم» بالقدسالمحتلة. وذكر عبدالله ابو رحمة منسق اللجنة الشعبية لمقاومة الجدار في قرية بلعين ان أكثر من مائتي مواطن من كافة انحاء الضفة الغربية بادروا اليوم الجمعة، الى اقامة قرية فلسطينية جديدة أطلقوا عليها اسم «باب الشمس»، في المنطقة المسماة «اي 1»، في اول خطوة عملية لمواجهة المخططات الاسرائيلية لتهويدها. وكانت دولة الاحتلال صادقت على اقامة آلاف الوحدات الاستيطانية في المنطقة « اي 1»، في خطوة رأت فيها القيادة الفلسطينية انها تهدف الى فصل الضفة الغربية الى جزءين والقضاء نهائيا على فكرة حل الدولتين، وهددت مرارا وتكرار بمواجهتها وامكانية التوجه الى محكمة الجنايات الدولية. واشار أبو رحمة أن نشطاء المقاومة الشعبية قاموا ببناء أكثر من 25 خيمة للسكن، إضافة إلى عيادة طبية مجهزة بالمعدات، وطبيب مناوب، فيما سيتواصل العمل لاقامة خيام اخرى في المكان. واسم قرية «باب الشمس» مستوحى من رواية الاديب اللبناني إلياس خوري، التي تحكي تاريخ فلسطين ونكبتها من خلال قصة حب بين البطل الفلسطيني يونس الذي يذهب للمقاومة بينما تظل زوجته نهيلة متمسكة بالبقاء في قريتها بالجليل، وطوال فترة الخمسينيات والستينيات من القرن الماضي يتسلل من لبنان إلى الجليل ليقابل زوجته في مغارة «باب الشمس»، وتنجب منه ويعود مرة أخرى لينضم إلى المقاومة في لبنان. وقال أبو رحمة، ان الفكرة بدأت قبل نحو أكثر من شهر لاقامة مخيم باب الشمس في المناطق المهددة بالمصادرة قرب قرى الطور، والعيساوية، وأبو ديس، والعيزرية، وعناتا، وبلدة الزعيم، وذلك لمنع تهويدها، مضيفاً: «لأننا لن نصمت على استمرار الاستيطان والاستعمار في أرضنا، ولأننا نؤمن بالفعل وبالمقاومة، نؤكد بأن القرية ستصمد إلى حين تثبيت حق أصحاب الأرض على أراضيهم». وتقع المنطقة «اي 1 « بين مستوطنة «معاليه أدوميم» والشطر الشرقي من القدسالمحتلة، وتبلغ مساحتها حوالي 13كم مربعا، وهي أراض تابعة لبلدات العيساوية، والعيزرية، والطور، وعناتا، وأبو ديس. وجاء في بيان للجان المقاومة الشعبية:» نعلن نحن، أبناء فلسطين، من كافة أرجائها، عن إقامة قرية (باب الشمس) بقرار من الشعب الفلسطيني، بلا تصاريح الاحتلال، وبلا إذن من أحد، لأنها أرضنا ومن حقنا إعمارها.واضاف البيان: « باب الشمس هو بابنا الى الحرية والصمود. باب الشمس هو بابنا إلى القدس. باب الشمس هو باب الى العودة. لقد فرضت إسرائيل عبر عقود وقائع على الأرض، وسط صمت المجتمع الدولي على انتهاكاتها، وقد حان الوقت لتتغير قواعد اللعبة، نحن أصحاب هذه الأرض ونحن من سيفرض الواقع على الأرض». وأشار أن هذه الفعالية هي أحد أشكال المقاومة الشعبية، يشارك فيها نساء ورجال من الشمال الى الجنوب، وستعقد في قرية باب الشمس خلال الأيام القادمة حلقات نقاش حول مواضيع عدة، وأمسيات ثقافية وفنية وعروض أفلام. ودعا أهالي قرية «باب الشمس» الجديدة جميع أبناء شعبنا للانضمام والمشاركة وحضور الفعاليات في القرية لتعزيز صمودها.