في ظل العشوائية الفنية التي يسيّر بها السيد فرانك ريكارد منتخبنا، ووسط الإرباك الإداري التي يسيج معسكره في خليجي 21، وإزاء الضغوطات الإعلامية التي يعانيها كل أفراد البعثة الخضراء في المنامة لم يعد يجدي - في نظري - أي حديث عن أمور فنية أو نفسية يمكن أن نعوّل عليها قبل مواجهة الكويت اليوم بعدما استنزفت جميعاً دون أدنى مكاسب لهما، لذلك لم يعد من بدٍ سوى التعاطي مع اللاعبين بالطريقة الشعبية البسيطة التي نفهمها جميعاً، لذلك أقول لهم: تكفون.. وكفى! إنني حين أقول لكم "تكفون" فإنني أقولها باسم كل سعودي، فهذا هو لسان حالنا جميعاً، وكلي أمل أن تستوعبوا جيداً أنه ما عاد يعنينا أي أسلوب فني سيتبعه ريكارد، ولم يعد يقنعنا أي حديث يمكن أن يقوله أحمد عيد ومن خلفه خالد المعجل، لذلك فنحن كسعوديين ليس أمامنا إلا أنتم، فالتاريخ لن يطارد المدربين بعد رحيلهم، ولن يقض مضجع الإداريين جميعاً بعدما يترجلون من على كراسيهم، وإنما سيبقى يحتفظ بأسمائكم الواحد تلو الآخر إن نجحتم أو أخفقتم. لتعلموا أن ملايين السعوديين الذين يتابعونكم خلف الشاشات من رجال ونساء، ومن كبار وصغار، وقبلهم الآلاف الذين يزحفون وراءكم بمختلف ميولهم أينما ذهبتم أو حللتم لا زالوا يتعلقون بأطراف حبال الأمل بأن تعيدوا القطار "الأخضر" لسكة الإنجازات التي خرج عنها منذ نحو عقد، على الرغم من تسرب الإحباط إلى نفوسهم بعد متوالية الإخفاقات التي داهمت المنتخب، لذلك نرجوكم ألا تبددوا هذا البصيص من الأمل؛ ولتكن كلمتكم في مباراة اليوم مدوية حتى نجدد فيكم الثقة التي تصدعت حتى تكاد تنهار!. أنتم اليوم حين تواجهون الكويت أمام مفترق طريق بين أن تكملوا مشوار البطولة بجموح نحو اللقب الخليجي، وبين أن تعودا منكسي الرؤوس إلى أرض الوطن، وهو ما يجب أن تستوعبوه سواء وضع ريكارد الطريقة الناجحة، واختار التشكيلة المناسبة أم لم يفعل، فالكلمة الفصل أولاً وأخيراً بين أقدامكم، ولتستوعبوا ذلك جيداً فما عادت تنفع الأعذار. سر الانتصار اليوم يكمن في نفوسكم وليس في جيب ريكارد، وأعني بذلك الروح والعزيمة والإصرار، ولا شيء غير ذلك، ولتتأكدوا أن أجدى طريقة فنية، وأفضل تشكيلة مثالية لن تحقق الهدف ما لم تسبقها روح وثابة، وعزيمة قوية، وإصرار متناهٍ، لذلك فلتدخلوا المباراة وأنتم متسلحون بالغيرة على الوطن، ففيها تكمن كل المعاني، وفي داخلها تتشرب كل الدلالات، ولتكن أسماعكم معنا فنحن نهتف مع كل كرة تركلونها: تكفون.. تكفون.. تكفون!.