إذا تحدثت عن تحدي الإعاقة فلابد أن أذكر بطلاً سعودياً شهيراً رمى بكل أنواع الخجل خلف ظهره وأصبح رمزاً سعودياً وطنياً يفخر به الصحيح قبل العليل فهو صاحب إنجازات ومبتكرات فريدة تجعل الفردّ منا يصفق له دون توقف ويحكي قصته لأفراد أسرته ليكون لديهم مثل عزيمته وإصراره. فالعيد أسبغه الله بالصحة والعافية قبل إعاقته كان له باع طويل في الألعاب والمهاريات إلى أن شارك في ملتقى ٍرياضي بالكويت تعرض خلاله للإصابة ولكنها لم تثنه بأن يكمل مشواره الرياضي والعملي والكشفي والتعليمي فقد ساهم في تحقيق الكثير من الجوائز التي تُعلقّ على صدورنا أجمع. فأتمنى من الجميع أن يخصص دقائق من وقته ويبحر في عزيمة هذا الرجل وكيف استطاع ان يتحرك بعصاميته وجهوده وإرادته إلى أن يصل لمبتغاه ومراده. فعلى كل صحيح أن يجعل منه نبراسا له وعتاداً وقوة وأن نثري عقول أطفالنا بنبله وطموحه وسداده، فنحن بحاجة لمثل هذه الجرعات الاستعدادية لكي يتآلف النجاح ويشرئب في النفوس. وقصص ذوي الاحتياجات الخاصة دائما ما تكون ذات رؤية منهجية توثّق في الذوات كيف نبني العقول بسواعدنا الفتّية وأفكارنا المرنة وما أحوجنا لعزيمة صادقة تقودنا إلى دروب السوية. وعلينا أن نكون أكثر تعقلا في الحديث عنهم لأنهم جزء صادق وفاعل في المجتمع وليس قاصراً وعاجزاً بل متطور ومذهل وباستطاعتهم أن يتألقوا في كثير من الميادين. والشواهد على ذلك كُثر فأكرم العيد من أولئك الناجحين الذين كسروا كل الحواجر وامتطوا صهوة الإرادة ونالوا سبق التميز. فهو يبعث لنا رسالة إقدام بأن نحاول حتى نصل وألا تأخذنا عواصف التثاقل فتضيع خطانا حائرة متسائلين لائمين. فهذا المغوار لم يعد قادرا على الحراك جسديا ولكن سّخر طاقاته ودوافعه إلى أن يكون شخصاً يُعتمد عليه وذا رشدٍ وهدى. فهكذا هي الحياة ضروب من التعليم من تجارب الآخرين وإخواننا من فئات الاحتياجات الخاصة خير معلمين لنا.