تحتفي مملكة الإنسانية بعودة من سكن القلوب، وتتجمل ميادينها وساحاتها بقلائد الحب والوفاء، وتمتطي صهوة الشوق للقيادة بترحيبه صادقة، تزف إليه أشواقها، وتحمد الله على عودته لوطن طالما درج على ثراه، وأجرى الخير بأمر الله على رباه، إنه سلطان الخير وأسر القلوب، العائد بفضل الله ومنته معافى سالما من رحلته العلاجية، ها هو وطن الخير يحتفي بعودة من أفنى حياته في خدمته بلا كلل، وجعل ركائز التقدم في مختلف المناطق تقف سامقة تدل على مآثر سموه، فبصمة سموه واضحة للعيان، وإنجازاته يعجز أن يترجمها بيان، لم يقتصر عطاؤه وتميزه على الجانب العسكري فحسب، بل تعداه ليشمل مختلف جوانب الحياة، حتى ليخيل لمن ينظر إلى أي جانب من جوانب عطائه، أن هذا هو الجانب الأهم في حياته، بينما الجميع لديه مهم. ويحتفي المواطنون بعودة سلطان الخير، سلطان الجود، والرحمة، والإنسانية، والعمل بلا حدود، أو قيود للزمان ولا للمكان، وغيرها من الشمائل الحميدة، التي أسبغها عليهم، وجاد بها بأريحية لا يقدر عليها الكثير من الرجال، مصحوبة ببسمة تلازم محياه، حتى في أحلك الظروف، فأصبحوا أسارى لمحبته، تواقون للأنس بلقائه، في تناغم عجيب بين احتياجاتهم المستجدة، وبين إصرار وعزيمة سموه على أن يكون نقطة تحول في حياتهم لكل خير وعزة، حرص وفقه الله على رفع ما يكدر صفو عيشهم، وعلى قضاء حوائجهم، وآثر قضاءها على راحة نفسه، حتى أثناء إجازاته، والتي لم ينقطع خلالها عن العمل لأجلهم، ولأجل وطنهم مملكة الإنسانية الملحقة في ذرى المجد والسؤدد. ولذا فلا غرو أن يسمى سموه بسلطان الخير، وأن ينال محبة الناس، وأن يقلد أعلى الأوسمة والشهادات التقديرية، الداخلية والخارجية، والتي تعكس في عمومها بجلاء حبه لرقي الإنسانية وتقدمها، ورفعة الوطن، ورفاهية المواطن. فيها وطن الخير والسلام.. كما تبدو فرحة الإياب جميلة تشع في مقلتيك وساكنيك، وكم يروق لمحبيك وقوفك مزهوا بعودة سلطان الخير إلى رحابك، فدمت وطنا معطاء آمنا مستقرا، في ظل قيادتك الحكيمة، ودام شعبك الوفي في رخاء ورفاهية، لكأن هتافات الفرح تتردد أصداؤها في أثير الوطن قائلة.. هنيئا لمقام خادم الحرمين الشريفين أيده الله بعودة عضده وساعده الأيمن، هنيئا لوطن عانق ثراه الثريا جذلا بعودة سموه، ولمواطنين حقق الله سؤالهم بعودة سموه سالما معافى بفضل الله ليواصل مسيرة العطاء بلا حدود. * رئيس ديوان سمو ولي العهد.