توقعت مصادر في القيادة السورية أن يطرح الرئيس بشار الأسد، خلال القريب العاجل تسوية في اطار خطاب هام يشمل رؤيته لحلّ الأزمة في البلاد. وكشفت مصادر مطلعة لصحيفة «الأخبار» اللبنانية الصادرة امس النقاب عن أنّ مضمون الخطاب مطابق لنصّ رسالة نقلها نائب وزير الخارجية فيصل المقداد من الاسد إلى موسكو، التي زارها الأسبوع الماضي. وقالت المصادر ان المقداد عرض على نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوجدانوف موقف الرئيس السوري من التسوية والذي يعرض فيه الاسد موافقته، في حال عدم الاعتراض على ترشحه للانتخابات الرئاسية عام 2014 مع مرشحين آخرين، على خارطة الحلّ المصطلح على تسميتها «جنيف 2». وتتضمن بنود التسوية» وقف اطلاق النار، وحضور مراقبين دوليين إلى سورية للإشراف على تطبيقه وانشاء لجنة تأسيسية لتعديل الدستور، وتأليف حكومة وحدة وطنية، وانتخاب مجلس نواب عبر انتخابات حرّة بمراقبة دولية». واضافت المصادر ان من المتوقع ان يتضمن «خطاب الحلّ» رؤية حل شامل لتحقيق استقرار المنطقة ككل، تتضمن المطالبة بالاعتراف بشرعية الموقف السوري في دعمه للقضيتين الفلسطينية واللبنانية، ومقاومتهما، وأيضا سعي سورية إلى تحرير أراضيها المحتلة، ويضاف هذه المرة الاسكندرونة إلى الجولان. ولفتت المصادر إلى أنه إذا لم يطرأ أيّ تطور يعرقل اطلاق الأسد مبادرته المتوقعة ، فان المبادرة ستأخذ طريقها لتجسيد بنودها على الأرض من خلال مناقشتها في الاجتماع المرتقب منتصف هذا الشهر، بين نائبي وزيري الخارجية الأمريكي والروسي بحضور المبعوث الاممي العربي الاخضر الإبراهيمي، ثم التوجه إلى مجلس الأمن للموافقة عليها تحت مسمى «جنيف 2» . واشارت المصادر الى ان الاجتماع المرتقب بين الرئيسين الأمريكي باراك أوباما والروسي فلاديمير بوتين سيكون مناسبة لتتويج تبنيها دولياً، وإطلاق صافرة حلّ الأزمة السورية. ومن ناحية اخرى، ذكرت تقارير اخبارية ان المقداد وصل إلى طهران امس في زيارة لم تؤكدها مصادر رسمية. يشار الى ان سورية تشهد اضطرابات منذ شهر اذار/مارس عام 2011 اودى بحياة 60 الف شخص بحسب الاممالمتحدة. ميدانياً سقطت قذيفة هاون صباح امس على حي باب توما المسيحي في دمشق، بينما انفجرت عبوة ناسفة موضوعة داخل سيارة في احد احياء شمال العاصمة، بحسب ما افاد المرصد السوري لحقوق الانسان. وقال المرصد في بريد الكتروني «سقطت قذيفة هاون على حي باب توما» الواقع وسط مدينة دمشق القديمة، مشيرا الى عدم توافر معلومات عن خسائر بشرية او مصدر هذه القذيفة. طفلة سورية تلهو بدراجتها في شارع بحي تشرين بمنطقة القابون (ا ف ب) من جهتها، افادت لجان التنسيق المحلية ان القذيفة سقطت «بالقرب من ساحة جورج خوري»، وادت الى اضرار مادية. وكان حي باب توما تعرض في 21 تشرين الاول/اكتوبر الماضي لتفجير بسيارة مفخخة قرب قسم للشرطة، ادى الى مقتل عشرة اشخاص على الاقل وجرح 15 آخرين، بحسب المرصد. وامس، تحدث المرصد عن سماع «دوي انفجار نتج عن عبوة ناسفة داخل سيارة في حي ركن الدين في (شمال) مدينة دمشق». واظهر فيديو التقطه ناشطون وبثه المرصد على موقع «يوتيوب» الالكتروني، سيارة تحترق وسط الطريق في ما يبدو انه حي سكني، بينما يقوم عدد من المارة بمراقبة ما يجري. وبينما لم يقترب المصور من السيارة، يمكن رؤية ان التفجير لم يسبب اضرارا كبيرة في الحي. في ريف دمشق، طاول القصف حرستا (شمال شرق) وشبعا وبيت سحم، بحسب المرصد. كذلك، طاول القصف داريا (جنوب غرب) حيث دارت اشتباكات في المدينة ومحيطها ليل الجمعة السبت بين المقاتلين المعارضين والقوات النظامية التي تحاول السيطرة عليها في الاسابيع الاخيرة. وقال المرصد انه على اثر الاشتباكات «انسحبت عدة آليات ثقيلة وسيارات للقوات من المنطقة في اتجاه مطار المزة العسكري» القريب من داريا، وحيث سمع اطلاق رصاص ليلا. وعادت هذه القوات واستقدمت تعزيزات جديدة الى داريا امس، بحسب المرصد. وكانت القوات النظامية عززت مواقعها الجمعة في داريا اضافة الى تقدمها في محيط مدينة معضمية الشام المجاورة لها. وقال المرصد امس ان القوات النظامية «نفذت حملة دهم واعتقالات طالت عددا من المواطنين في بلدة قطنا» جنوب غرب دمشق. وقصفت القوات النظامية مناطق عدة امس، منها في محافظات حمص (وسط) ودرعا (حنوب) ودير الزور (شرق). وادت اعمال العنف الجمعة الى مقتل 130 شخصا في انحاء مختلفة من سوريا، بحسب المرصد الذي يتخذ من بريطانيا مقرا له ويقول انه يعتمد على شبكة من الناشطين والمصادر الطبية في مختلف المناطق السورية. واحصت الاممالمتحدة سقوط اكثر من 60 الف قتيل في النزاع المستمر منذ 21 شهرا.