شهدت عدة مناطق في سورية أمس الثلاثاء عمليات قصف واشتباكات، رغم وجود فريق المراقبين الدوليين لوقف إطلاق النار الهش الذي وصف رئيسه مهمته بأنها «صعبة». وواصلت القوات السورية النظامية أمس عمليات القصف وإطلاق النار في عدد من المناطق، ما أسفر عن سقوط خمسة قتلى، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان. وأكد ناشطون أن القوات الحكومية تقصف مناطق في حمص منذ ساعات الصباح الأولى، كما دارت اشتباكات بين القوات النظامية ومسلحين بالقرب من الحدود مع الأردن. ففي درعا، قتل شخصان وأصيب العشرات نتيجة قصف على بلدة بصر الحرير مصدره «القوات النظامية السورية التي تحاول السيطرة على البلدة»، بحسب بيان للمرصد. وفي حمص (وسط)، استمر سقوط قذائف الهاون وتركز القصف بشكل أساسي على أحياء القرابيص والخالدية والقرابيص وجورة الشياح في المدينة. وأشار المرصد إلى تعرض منطقة اللجاة التي تضم تجمعاً كبيراً للمنشقين «لقصف وإطلاق نار من الرشاشات الثقيلة من القوات النظامية السورية». وذكرت لجان التنسيق المحلية أن «القصف العشوائي على بصر الحرير واللجاة» بدأ قرابة الثالثة فجراً واستخدمت فيه المدفعية وقذائف الهاون «وتسبب بإحراق بعض المنازل». وفي ادلب، قتل ثلاثة مواطنين بنيران القوات النظامية في منطقة اريحا وقرية سرجة في جبل الزاوية. وأشار المرصد السوري إلى استخدام القوات النظامية الرشاشات الثقيلة والحوامات المجهزة برشاشات وقذائف الهاون في عملياتها في ادلب. من ناحيته, وصف رئيس فريق المراقبين الدوليين الموجود في سوريا الكولونيل المغربي أحمد حميش في تصريح مقتضب للصحافيين مهمة البعثة بأنها «صعبة». ووصلت طليعة البعثة المؤلفة من ستة أشخاص مساء الأحد إلى سوريا، بموجب قرار مجلس الأمن الذي نص على إرسال بعثة من ثلاثين مراقباً للإشراف على وقف إطلاق النار الهش الذي تشوبه خروقات دموية عديدة تسببت منذ صباح الخميس بسقوط عشرات القتلى. ويفترض أن يكون هؤلاء المراقبون مقدمة لأكثر من 250 مراقباً يتم إرسالهم لاحقاً، إلا أن ذلك سيحتاج لأسابيع عدة وإلى قرار جديد في مجلس الأمن. بدوره, وصف وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أمس وقف إطلاق النار في سوريا بأنه «هش»، مشيراً إلى أن عدداً من الدول تتمنى أن تفشل خطة كوفي عنان. ودعا لافروف إلى الإسراع في نشر بعثة المراقبين التابعة للأمم المتحدة. من جهتها, قالت الولاياتالمتحدة مساء الاثنين إن سورية غير ملتزمة بوقف إطلاق النار الذي توسطت فيه الأممالمتحدة، وتتجاهل جوانب أخرى في خطة النقاط الست التي طرحها عنان. وقال المتحدث باسم الخارجية الأمريكية مارك تونر: إن الأنباء الواردة من دمشق «ليست جيدة». وأضاف أن نظام الرئيس السوري بشار الأسد لا يسمح بتنظيم المظاهرات السلمية ولا يفرج عن أي معتقلين سياسيين. وأشار تونر إلى أن هناك اشتباكات متقطعة استمرت في أنحاء سورية، فيما وردت تقارير من حمص، مركز الاحتجاجات بشأن عمليات قصف تشنها قوات الحكومة.