يظل الحكام والتحكيم مثار جدل متواصل في ملاعبنا، رغم الرضا الملموس الذي واكب لجنة الحكام الحالية برئاسة الحكم الخبير عمر المهنا، خصوصا في الموسمين الماضيين، وفي مواسم مضت كان يبرز حكمين إلى ثلاثة متميزين في الموسم، أما في الموسمين الأخيرين فلا يرى الوسط الرياضي بزوغ موهبة تحكيمية تستحق الإشادة، وباتت واجهة التحكيم في المباريات المهمة لا تتسع إلا لأسماء مكررة مما يعرضها للضغط وارتكاب الأخطاء، وتبعا لذلك غاب الحكم السعودي كثيرا عن المحافل الدولية، إذا ماتم استثناء اسمين إلى ثلاثة، وهو مؤشر واضح لتراجع مستويات الحكام السعوديين، وقد يكون الضغط الإعلامي والجماهيري والرغبة في إثبات الوجود دافعا أيضا لارتكاب الأخطاء، إما للثقة الزائدة أو التردد في اتخاذ قرارات صحيحة. من المهم أن يخضع الحكام لمزيد من التطوير والتثقيف في قانون الكرة بصفة مستمرة، والاستفادة من تجارب وخبرات دولية، فذلك هو السبيل الأمثل لبروز حكام مميزين، يملكون الثقة المناسبة في قدراتهم دون مبالغة أو ضغوط . وفي الموسم الجاري علت أصوات الانتقاد ضد الحكام، مع تكرر الأخطاء والتسرع في اتخاذ القرارات أو تجاهلها، ورغم أن هذه الأخطاء لاتشكل حتى الآن ظاهرة، إلا أن المواجهات المحلية المقبلة، سواء فيما تبقى من مباريات حاسمة في الدوري، أو في كأس ولي العهد ثم كأس الأبطال، تبدو كلها مواجهات بمثابة منعطفات مصيرية لجهود الأندية في الموسم بأكمله، حيث سيكون حكام المباريات تحت المجهر، وهو اختبار مهم للجنة الحكام الرئيسية الحالية، ومدى قدرتها على تجاوز هذه المنعطفات، بأقل الأخطاء، وقد تتحول هذه الحالة إلى جوانب ايجابية، كبروز حكام متألقين يعززون قدرة الحكم السعودي، لكسب ثقة الجميع، مما يؤدي لانحسار تواجد الحكام الأجانب، وتواجدهم في أهم وأقوى المباريات، وخصوصا في المباريات الختامية، التي يغيب عنها الحكم السعودي غالبا في مشهد يتكرر كل موسم.