التحكيم السعودي يستمر قضية كل المواسم، ففي بداية أي موسم رياضي تتجه الأنظار صوب الحكم السعودي لمشاهدة ما يقدمه من آداء من خلال إدراته لمسابقاتنا المحلية المختلفة، فقد ظل التحكيم السعودي طوال السنوات الماضية مثار جدل دائم بسبب ارتكاب الحكام للعديد من الأخطاء ، والتي اثرت في كثير من الأحيان على نتائج المباريات وساهمت في تغيير نتائجها من خلال اعتماد الحكام لعدد من القرارات الخاطئة ، والتي تسببت في وجود أزمة ثقة بين الحكم السعودي من جهة وبين الأندية والجماهير والإعلام الرياضي من جهة اخرى ، مما اضطر الكثير من الأندية إلى الاستعانة بحكام أجانب من اجل قيادة مباريات فرقها للخروج من تكرار أخطاء الحكم السعودي الكوارثية على حد وصف الأندية ، وفي السنوات الأخيرة ظهرت أسماء تحكيمية شابة قدمت مستويات مميزة اجبرت الجميع على الإشادة والاحتفاء بها ، إلا أن أغلب تلك الأسماء ما لبثت أن عادت من جديد لتقدم مستويات اقل من المأمول منها ، حتى عملية اختيار الحكام الأجانب لم تكن بالشكل المطلوب فالكثير من الحكام الأجانب أرتكبوا العديد من الأخطاء البدائية ولم يقدموا الإضافة الفنية المأمولة منهم ، وبعد كل تلك السنوات التي مضت يظل التحكيم مشكلة الكرة السعودية الدائمة والمستمرة على مر المواسم ، في ظل ما يعانيه الحكام من تواضع المكافات التي كانوا يحصلون عليها في السابق ، وقلة ورش العمل التي تقام من أجل الإرتقاء بمستوى الحكم السعودي ، ومع إنطلاقة منافسات دوري زين السعودي اليوم يأمل الوسط الرياضي أن يكون الحكم السعودي في مستوى الحدث ، وأن يقدم الحكام مستويات توازي حجم ما تصرفه الأندية من مبالغ طائلة في تعاقداتها مع اللاعبين والأجهزة الفنية . فهل سيكون التحكيم السعودي هذا الموسم في مستوى تطلعات وآمال الوسط الرياضي ، أم سيستمر مسلسل إخفاق التحكيم السعودي . « عكاظ « طرحت قضية التحكيم السعودي ومدى مواكبته لتطور أندية دوري زين فخرجت بهذه المحصلة: محمد فودة: اللياقة البدنية أبرز سلبيات الحكم السعودي يرى الخبير التحكيمي محمد فوده أن مستوى الحكم السعودي تطور بشكل كبير ، فمنذ أن تولى الحكم الدولي السابق عمر المهنا رئاسة لجنة الحكام ، والجميع يشيد بأداء الحكم السعودي خلال الموسم الماضي تحديدا ، وفي كل دول العالم توجد أخطاء الحكام فهي تعتبر جزء من اللعبة ، ولكن تظل المسألة نسبة وتناسب بقدر ما يحظى به الحكام من تدريب وتطوير وصقل ، وبما أن الحديث عن التحكيم السعودي نجد أن لجنة الحكام في هذا الموسم قامت باستعداد مغاير عن السابق من أجل ان يكون الحكم السعودي في الموعد ، وذلك بإقامة معسكر تدريبي للحكام في تركيا أشتمل على الجوانب اللياقية ، والعديد من المحاضرات التي قدمها مختصون في قانون كرة القدم ، فنتائج معسكر تركيا ستنعكس إيجابياً على مستوى الحكام في منافسات الموسم المقبل ، ففي اعتقادي أن الحكم السعودي يملك الكثير ليقدمه في إدارة المباريات بفضل ما يمتلكه العديد من الحكام من قدرات وإمكانات ، إلا انه يعاب على الحكم السعودي ضعق اللياقة البدنية مما يعيقه عن ملاحقة ومتابعة كل أحداث المباراة وبعده أحيانا عن مكان تواجد الكرة ، ما يجعل اتخاذه للقرار غير دقيق ، لذلك على الحكام الاستمرار في المحافظة على العامل اللياقي الجيد الذي اكتسبوه من خلال معسكر تركيا ، وكل ما نرجوه من الحكام الهدوء والتركيز والجراءة في اتخاذ القرار ، كما نامل من الوسط الرياضي أن يقف إلى جوار الحكم السعودي ويدعمه خلال الموسم المقبل كي يقدم حكامنا المستوى المنتظر منهم ، وبلغة الأرقام نجد أن هناك تراجع من الأندية في الاستعانة بالحكام الاجانب ففي موسم 2010 تم الاستعانة ب 33 طاقم تحكيم أجنبي ، بينما في عام 2011 تم الاستعانة ب 18 طاقم تحكيم أجنبي ، وفي عام 2012 تم الاستعانة ب9 أطقم تحكيم أجنبية ، وهذا يعطي إنطباع جيد عن أن هناك حالة من الرضى على أداء الحكم السعودي خلال الموسم الماضي وهذا ما نأمل أن يستمر في الموسم المقبل. غازي كيال: يجب أن يكون الحكام مارسوا كرة القدم الخبير التحكيمي غازي كيال أكد ان مستوى التحكيم السعودي في الموسم الماضي كان متفاوتا مابين متواضع إلى جيد ، ولم يكن هناك تطبيق كامل من قبل الحكام لقانون كرة القدم مما أثر كثيرا على نتائج بعض مباريات دوري زين ، وأفقد الأندية العديد من النقاط الهامة في بنك الدوري ، وأنا بدوري أسال هل يعقل أن لا يوجد عقوبات للحكام فلم أسمع ذات يوم صدور عقوبة تجاه حكم معين ، وهذا الأمر لا يصب في صالح التحكيم السعودي فيجب ان يعاقب الحكام حتى يقوموا بالعمل المتواصل من أجل تطوير قدراتهم وصقلها ، فنحن نملك عدد محدود من الحكام الجيدين والذين بحاجة إلى دعم ومساندة ، ويأتي في مقدمتهم الحكم الدولي خليل جلال والذي يعتبر الأفضل بين الحكام السعوديين. وتابع: يجب أن يكون جميع الحكام ممن مارسوا كرة القدم فكيف يقود المباريات تحكيميا حكام لم يمارسوا كرة القدم فهذه مشكلة كبيرة تواجه التحكيم السعودي ، بالإضافة إلى ان الحكم السعودي بحاجة إلى الكثير من الدورات وورش العمل التي تسهم في الإرتقاء بمستوى الحكم السعودي وتطوير قدراته ، كما ان الاجتماع الشهري الذي يقام لمناقشة أخطاء الحكام أمر في غاية الأهمية لكشف الكثير من الأخطاء التي يقع فيها الحكام أثناء إدارتهم للمباريات ، ونأمل ان يكون الموسم المقبل موسم جيد للتحكيم السعودي في ظل زيادة مبالغ المكافات التي يحصل عليها الحكام والتي تعتبر حافزا لهم من اجل تقديم أفضل المستويات المقرونة بأقل الأخطاء. غرم العمري: الجراة في اتخاذ القرار تنقص الحكم السعودي ويرى غرم العمري أن التحكيم السعودي تطور تطورا ملحوظا خلال الموسم الماضي، والذي قدم من خلاله الحكم السعودي مستويات مميزة بمتابعة وتوجيه من رئيس لجنة الحكام عمر المهنا ، والذي أحدث نقلة نوعية في مستوى التحكيم السعودي ، كما ان الجميع شاهد الكثير من الأسماء الشابة التي قدمتها لجنة الحكام ، والتي سيكون لها مستقبل مشرق في مجال التحكيم إذا ما حافظ الحكم السعودي على مستواه وحرص على تطويره ورفع معدله اللياقي ، إلا أن هناك بعض الأخطاء مازالت موجودة ونتمنى أن تزول في الموسم المقبل وهي عدم جراءة الحكم في اتخاذ القرار ، بالإضافة إلى أن بعض الحكام يتأثرون أثناء قيادة المباريات الكبيرة والجماهيرية مما ينعكس على أدائهم في المباراة ، لذلك لازال من الضروري تواجد الحكم الاجنبي في تلك المباريات حتى يبتعد الحكم السعودي عن ضغط تلك المباريات ، وكلنا أمل ان يعود الحكم السعودي إلى قيادة المباريات الكبيرة والنهائية بعد أن يتجاوز الحكم السعودي مرحلة الضغوط التي تمارس عليه. إبراهيم العمر : لا نخشى الأجنبي وسنعمل على تطوير حكامنا من جانبه أكد نائب رئيس لجنة الحكام إبراهيم العمر ان لجنة الحكام أقامت معسكرا تدريبيا للحكام في تركيا لمدة اسبوعين تخلله برنامج لياقي وبرنامج قانوني بحضور خبير من الاتحاد الدولي لكرة القدم ، وتم من خلاله شرح التعديلات التي طرأت على قانون كرة القدم ، فقد كان معسكر ناجح بكل المقاييس في ظل تجاوب الحكام وتفاعلهم بغية تقديم موسم مميز يقودون من خلاله المباريات بكل إقتدار . وتابع : ستمنح الفرصة في الموسم المقبل لعدد كبير من الحكام الشباب لإدارة المباريات حتى يكونوا نواة لجيل قادم من الحكام المميزين ، فنحن في لجنة الحكام نقوم بالعمل على صقل مهارات الحكام وتطوير قدراتهم من اجل أن يكون الحكم السعودي حاضرا وبقوة في كل المحافل ، كما أن تواجد الحكم الأجنبي لا يشكل لنا أي إزعاج ولكن نأمل في القريب العاجل ان يحظى الحكم السعودي بثقة الجميع وأن يعود مجددا لإدارة المباريات الكبيرة والهامة ، ونعد الجميع ان يقدم الحكم السعودي خلال الموسم المقبل المستوى المأمول منه وأن يتم قيادة المباريات إلى بر الأمان وهذا ما نطمح إليه.