قد يستغرب الكثيرون بأن أغلى أنواع الأجبان في العالم يحضر من "حليب الحمير" المتخثر الذي قد تصل قيمة الكيلو الواحد منه إلى أكثر من ستة آلاف ريال تقريباً في تجارة يحتكرها الصربي "سلوبودان سيميتش" ويديرها من مزرعته القريبة من مدينة "بلغراد" حيث أنشئ هناك المصنع الوحيد في العالم لإنتاج "جبن الحمير" بكميات قليلة لا تتعدى 100 كيلوغرام في السنة من حليب 130 حماراً تتم تربيتها في المزرعة خصيصاً لهذا الغرض حيث يتطلب إنتاج كيلوغرام واحد من هذا "الجبن" إلى حوالي 25 لتراً من "حليب الحمير" ما يفسر ارتفاع سعر هذا النوع من الجبن الذي يتميز برائحته النفاذة و طعمه المر و هيئته المتماسكة التي تنفرد بها شرائحه الرقيقة البالغ سعر الواحدة منها أكثر من 270 ريالاً و التي يتم تقطيعها على شكل دوائر من الكتل الأسطوانية المعتادة التي يتم انتاجها في المصنع و تزن الواحدة منها حوالي 50 كيلوغراماً تقريباً. ويصف "سلوبودان سيميتش" هذه الجبنة التي يحتكر صناعتها بأنها مزيج "لذيذ" من عدة أنواع من الأجبان و يمكن تقديمها بشكل منفرد، وقد لاقت استحسان الكثيرين عند تذوقها لأول مرة ليتفاجأوا فيما بعد بأنها من "حليب الحمير" الذي تنتجه مزرعته بالإضافة إلى "كريم حليب الحمير للوجه" و الذي تبلغ قيمته أكثر من 150 ريالاً تقريباً و "صابون حليب الحمير" الذي تبلغ قيمة القطعة الواحدة منه حوالي 25 ريالاً، بالإضافة إلى "حليب الحمير الخالص" و البالغة قيمة الزجاجة الصغيرة منه أكثر من 35 ريالاً و يمتدحه "سلوبودان" قائلاً بأنه يتميز بالعديد من الفوائد الصحية و الطعم الحلو مستدلاً على ذلك ببعض الشواهد من التاريخ مثل قوله إن "حليب الحمير" قديماً كان يستخدم للعلاج من لدغات الثعابين في جميع أنحاء القارة الأوروبية تقريباً، كما كان يستخدم كغذاء مثالي للأطفال الرضع قديماً - بحسب قوله - لقرب صفاته و تكويناته من الحليب البشري و ذلك لعلاجهم من الحساسية و الربو بالإضافة لفائدته العظيمة - كما يدعي - كمنشط جنسي وذلك لاشتماله على نفس المركبات الدهنية المفيدة و الموجودة في زيت السمك. و يفتخر "سلوبودان" بعمله الفريد الذي يقول إنه يمارسه ليس من أجل المال فقط بل ايضاً للمحافظة على البيئة، و ذلك عن طريق مزرعته التي أنشاءها على مساحة 4500 هكتار قبل عامين في محمية طبيعية بالقرب من الحدود البوسنية والتي كان هدفها الأساسي الحفاظ على فصيلة "حمير البلقان" من الانقراض ليتحول فيما بعد للاستفادة منها تجارياً في سبيل الإبقاء على المزرعة التي أصبحت مشهورة اليوم و تحولت إلى مزار سياحي للكثير من الراغبين في مشاهدة الحمير أو تذوق و استخدام "منتجاتها" الفريدة والحصرية.