ثمة حقيقة قد لا يعرفها البعض من الناس عن أكلة أو طبق البيتزا الشهير.. وهي ان إيطاليا هي من اخترع وأول من عرًف العالم (بالبيتزا) إلا ان أمريكا أخذت الفكرة وطورتها.. فاشتهر الأمريكان أكثر بالبيتزا بين دول العالم وكأنهم هم المخترعون الأوائل.. فكل مطاعم البيتزا الشهيرة حول العالم (حتى في إيطاليا) أمريكية.. ولم يبق لإيطاليا من أكلة تشتهر وتفتخر بها إلا المكرونة (السباكتي) بعد أن أخذ الامريكان منها البيتزا.. وفي كاريكاتير قديم للمبدع عبدالسلام الهليل يصف فيها (أبو دحيم) البيتزا بأنها خبزة تميس فوقها (مطاريس) وقد تذكرت هذا الكاريكاتير وأنا أُشاهد تحقيقاً عن البيتزا في قناة العربية قبل عدة أيام مزوداً بصور للبيتزا تُسيل اللعاب.. وأول مالفت نظري صورة للجبنة المحمرة المفرودة فوق البيتزا.. حيث يقول التقرير انها ليست جبنة.. بل مادة زلالية ودهون ونكهات صناعية لا تحتوي على الجبن.. ولا حتى أي مادة من مشتقات الألبان.. وتسمى تلك المادة (قاسترومكس) وهي شبيهة للجبن.. ومن الصعب التفريق بينها وبين الجبنة الحقيقية.. وقام التحقيق بتحليل كل مكونات البيتزا مثبتاً انها كلها مواد صناعية ونكهات (مطاريس) تصب أو تكرس ثقافة التذوق.. وقد قام أحد الباحثين بأخذ 92 عينة من مواد تستخدم في تزيين وجه البيتزا.. والتي يفترض أن تكون جبنة.. فوجد ان قرابة نصف العينة لا يحتوي على جبنة أبدا.. ومن الصعب التفريق بين الجبنة وشبيه الجبنة.. وهو مايقود إلى الحديث عن (النكهات) الصناعية.. والتي جاء في التقرير انها 2700 نكهة صناعية مسموح استخدامها.. وأقول إن هناك الكثير مما لا يُسمح استخدامه من نكهات في بعض الأطعمة ويستخدم (طعمه يهبل) ومن ضمنها نكهة الفراولة في اللبن الرائب.. حيث لا فراولة.. بل أصباغ محلاة.. فواحد جرام من تلك النكهات (أروما) يساوي 1 كيلوجرام من الفاكهة.. وهنا تبرز التكلفة المادية البخسة مقارنة بقيمة المواد الغذائية من أجبان وفواكه ونحوهما.. فنحن نعيش ثقافة التذوق.. والجبنة المحمرة التي تُزين وجه البيتزا ماهي إلا وهم له طعم وشكل الجبن والبيتزا.. فاحذروا مما تأكلون من بيتزا.. فقد تكون مجرد (خبزة تميس فوقها مطاريس) كما قال عبدالسلام الهليل.. وإلى سوانح قادمة بإذن الله.