احتل الجبن مكانة بارزة بين أغذية البشر، نظراً الى الخصائص الغذائية التي يتمتع بها. وكان الرومان يأكلون الجبن في ختام الوجبة من أجل تنشيط عملية الهضم. أما زوجة ملك فرنسا بلانش دونافار فكانت تقدم لزوجها الملك فيليب السادس ما لا يقل عن 200 قطعة جبن دفعة واحدة. وعرف العرب القدماء الجبن الذي ورد ذكره في المعاجم وفي كتاباتهم النثرية والشعرية. ويقول الشاعر الدماميني في فتاة عربية تصنع الجبن: مذ تعانت صناعة الجبن خود قتلتنا عيونها الفتانه لا تقل لي كم مات منها قتيل كم قتيل بهذه الجبانه وفي الجبن يقول الشاعر ابن نباتة: جاءنا ملتثماً مكتتماً فدعوناه لأكل وعجبنا مد في السفرة كفاً ترفاً فحسبنا ان في السفرة جبنا هناك أنواع كثيرة من الجبن، وفي كل بلد هناك أجبان خاصة تشتهر بها، وعند الفرنسيين يفوق العدد مجموع أيام السنة الواحدة. وفي البلدان العربية تنتشر أنواع منه مثل الجبن القريش، والجبن المجدول، والجبن الحلوم، والجبن الدماميطي، والجبن البراميلي، والجبنة النابلسية (نسبة إلى مدينة نابلس في فلسطين التي اشتهرت بصنعها). وتحتل الجبنة النابلسية مركزاً مرموقاً على المائدة العربية، ولا يكاد طبق يخلو منها بدءأ بالكنافة وانتهاء بالمعجنات. وتعرف هذه الجبنة تحت مسميات أخرى مثل الجبنة المالحة، والجبنة البيضاء، والجبنة المغلية. والجبنة النابلسية، كغيرها من الأجبان الأخرى، تمتاز بالخصائص الغذائية الآتية: - غنية بالطاقة نوعاً ما، فمئة غرام تعطي حوالى 360 سعرة حرارية. - غنية بالمركبات البروتينية التي تحتوي على كامل الأحماض الأمينية الأساسية وغير الأساسية اللازمة للجسم، ولهذا يمكن للنباتيين أن يضعوها في صلب وجباتهم كبديل عن اللحم والبيض، من أجل تفادي النقص في بعض الأحماض الأمينية الأساسية التي لا توجد في النبات والتي لا يتمكن الجسم من تركيبها، من هنا أهمية تأمينها عن طريق الأغذية الحاوية عليها. - تحتوي الجبنة النابلسية المصنوعة من الحليب الكامل الدسم على دهون مشبعة من شأنها أن ترفع مستوى الكوليسترول السيئ في الدم، لذا يجب الحذر من تناول كميات كبيرة منها من قبل الذين يعانون من مشاكل في مستوى الكوليسترول في الدم. - تحتوي على كمية عالية من معدن الكالسيوم ومعدن الفوسفور الضروريين من أجل بناء وتقوية صلابة العظام والأسنان. - تعتبر مصدراً جيداً لبعض الفيتامينات مثل فيتامينات المجموعة ب ( ب1، ب2 ، ب6 ، ب12 ، ب ب ..) ، والفيتامين أ ، والفيتامين د. بقي أمران : الأول، هو أن الجبنة النابلسية تتعرض بسرعة للفساد في حال إهمال حفظها، ويبرز الفساد في الجبنة ذاتها على شكل تغير في الطعم أو في اللون أو الرائحة، أو في المحلول الملحي الذي توضع فيه، ويعود سبب هذه التبدلات الطارئة إلى بكتيريا قادرة على التعايش في المحلول المذكور. لذا يجب غلي الجبنة جيداً، ووضعها في أوان محكمة الإغلاق وخالية من الهواء من أجل قطع الطريق على الميكروبات ومنعها من التكاثر. أما الثاني فهو ضرورة أكل الجبنة النابلسية بعد الطعام، لتساعد في حيثيات عملية الهضم، وتعمل على إمتصاص الحوامض الزائدة التي يمكنها أن تثير الحرقة المعدية.