بين نادي النصر ومسابقة كأس ولي العهد رباط تاريخي وثيق وذكريات ذهبية محفورة في ذاكرة محبي هذا النادي الكبير صنع احداثها قبل اربعة عقود ( فارس نجد ) بقيادة رمزه الأول واسطورته الإدارية الأمير عبدالرحمن بن سعود "رحمه الله" الذي قام نصر البطولات على اكتافه في تلك الحقبة. كان ( ابو خالد ) الواثق يقهر اليأس ولا يعرف المستحيل في طريق البطولة التي يخوض غمارها.. قوي الشكيمة يتسلح بعزيمة فولاذية واصرار كبير على مواصلة السير والبحث عن النجاح البطولي غير عابئ بكثرة المحاولات الفاشلة لتحقيق الحلم النصراوي بأول بطولة كبرى في تاريخه وتحقق مبتغاه بعد 18 عاماً من تأسيس النصر ومرور 10 سنوات على توليه مقاليد الرئاسة عندما توج بكأس سمو ولي العهد لموسم 1393ه امام فرسان مكةالمكرمة الذين خسروا اللقب في ملعب الصبان بهدفين احرزهما احمد الدنيني رحمه الله والأمير ممدوح بن سعود مقابل هدف للوحدة وكان يدرب النصر السوداني الراحل حسن خيري فجسدت هذه البطولة باكورة انجازات (فارس نجد) الكروية التي وصلت اليوم الى 21 بطولة. وقبلها كان النصر بنجومه الكبار واسمائه اللامعة يصل النهائي ويخسر البطولة تلو الاخرى ولاسيما في مسابقة كأس الملك واولها في نهائي كأس 1387 ه امام الاتحاد وخسره ( 3 /5 ) سجل للنصر احمد الدنيني وميزر امان " رحمهما الله " وعثمان بخيت وللاتحاد النور موسى " رحمه الله " ( 3 اهداف ) وعبدالله بكر وسعيد غراب. ثم خسر نهائي كأس 1391 ه امام الأهلي بهدفين نظيفين للاعبه السابق سعيد غراب الذي انتقل لصفوف الأهلي بعد خليجي ( 1) بالبحرين في ذلك العام . وتكررت محاولة النصر الفاشلة للظفر بالكأس للمرة الثالثة في عام 1393 ه حين هُزم امام قلعة الكؤوس ايضاً (1/2) سجل للاهلي سعيد غراب وعمر رجخان ( رحمه الله ) وللنصر يعقوب مرسال. وجاءت بطولة ولي العهد في ذلك الموسم ( 1393 ه ) على حساب الوحدة لتضع حداً فاصلاً للحظ النصراوي العاثر في المباريات النهائية ومنها انطلق النصر الى التحليق في سماء البطولات وعالم الإنجازات الكروية الخالدة حين نجح في الاحتفاظ بكأس ولي العهد في الموسم التالي 1394 ه امام الأهلي بهدف لمحمد سعد العبدلي وفي نفس العام توج فارس نجد بأول لقب لكأس الملك امام الأهلي بهدف لمهاجمه حسن ابو عيد الذي اغراه الأمير عبدالرحمن بن سعود " رحمه الله " بالانتقال من احد اندية الطائف وارتبطت تلك البطولات النصراوية الثلاث الأولى باسم المدرب السوداني القدير حسن خيري " رحمه الله " . فيما تحققت البطولة النصراوية الرابعة .. كأس الدوري التصنيفي لعام 1395 ه مع المدرب المصري محمود ابو رجيلة (رحمه الله) الذي كسب الهلال في المباراة النهائية (3/1) سجلها فايز البيشي ومحمد سعد العبدلي حسن أبو عيد. واحتفظ النصر في الموسم التالي 1396 ه بلقبه كبطل لكأس الملك اثر فوزه على الأهلي مرة اخرى بهدفين لسعد السدحان ومحمد سعد العبدلي. واضاف ( فارس نجد ) البطولة السادسة له في ذلك العام وكانت على مستوى كأس الاتحاد في انطلاقته الأولى وكان ضحيته في مباراته النهائية غريمه السابق " اهلي الكؤوس " الذي خسر بهدف للمهاجم السوداني السابق مصطفى النقر فيما درب النصر اليوغسلافي العالمي الراحل بروشتش. تلك البطولات الست تمثل محصلة النصر من الانجازات الكروية في حقبة التسعينيات الهجرية لجيل ذهبي عملاق قاده ببراعة وحنكة الأمير الخبير عبدالرحمن بن سعود لتحقيق نجاحات بطولية خالدة. اليوم والنصر يتطلع بأمال عريضة الى احراز كأس ولي العهد واستعادة لقبه بعد 40 عاماً من الغياب تشير البوادر إلى أنه في حال تجاوزه الرائد سيصطدم بعقبة جاره التقليدي وغريمه الأبدي الهلال الذي اقصاه من هذه المسابقة في السنوات الخمس الماضية فهل يعيد فارس نجد ذكرى سيناريو نجاحه في انهاء اخفاقاته المتلاحقة امام الاهلي مطلع التسعينيات الهجرية بوضع حد مماثل لاخفاقاته المتكررة امام الهلال هذا الموسم في أول نهائي يجمعهما على كأس ولي العهد في تاريخهما؟