عندما نرى الحاكم يفتح قلبه للضعفاء الذين لا ترتجى منهم مصالح الدنيا فيسمع همومهم ويتحسس احتياجاتهم فلن يُضيع الله هذا الموقف؛ لان الله رحيم يحب الرحماء وكريم يحب الكرام وما اكرم الضعيف الا كريم وما أهانه الا لئيم .. وفي مملكتنا المباركة يعجز اللسان عن وصف والدنا وملكنا وخادم بيوت خالقنا فكم من كسير جُبر كسره وكم أرملة عفت نفسها وكم من معاق دخل السرور الى قلبه .. انا لا اتحدث كلاما مرسلاً ، فبصفتي بإدارة جمعية تهتم بذوي الاعاقة الحركية في المملكة وتعمل جاهدة لمساعدة آلاف المعاقين حركياً رأيت ولمست هذه المشاعر في قلوب منسوبيها .. ومن آخر الهبات والمكارم اعتماد صرف اكثر من اثني عشر الف سيارة لذوي الاعاقات. هذه الفئة التي لا يرجى منها الا شيء واحد وهو رضا الله ونصرته تماما كما في الحديث العظيم قال رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وسَلَّم: "ابغُوني في ضعفائِكُمْ، فإنَّما ترزقُونَ وتُنصرونَ بضعفائِكُم". هذه الفئة التي غلب على منتسبيها الفقر والحاجة والعجز كم هي فرحتهم عندما يأتيهم من الرزق ما يغنيهم عن السؤال فمكافآت التأهيل والضمان الاجتماعي والمساعدات المقطوعة والسيارات ومئات الآلاف من المنازل التي يرتجونها قريبا والعلاج المجاني والقادم كثير بإذن الله ... كم هي فرحتهم وهم يرون من يحمل همومهم ويترجم مشاعره الى واقع يلمسونه ويحسون به فلا غرابة اذا قاموا آخر الليل ليرسلوا دعوة تسري في عنان السماء لربنا ان يحفظ لنا هذا الملك العظيم وولي عهده الصادق الأمين ولا غرابة اذا شهدنا ونحن شهود الله على خلقه على ان هذا الملك الرحيم وهذا الأمير الوفي هما بإذن الله من خيار الناس وأقرب الناس الى قلوبنا ودليلنا قول رسول الله صلى الله عليه وسلم احب الناس الى الله انفعهم للناس ... الحديث الى كل من حمّله والدنا المسؤولية عنا؛ لقد قالها لكم ونحن نسمعها (اخرجتها من ذمتي الى ذمتكم ) فكونوا قدر هذا الحمل فإنها كلمة قالها وهي اشد والله من حمل الجبال لمن كان له قلب او القى السمع وهو شهيد. فلنرفع اكف الضراعة الى الله حامدين له أن هيأ لنا والدا كريما يحكمنا وأن شد عضده بأخيه القوي الأمين فينظران لأضعفنا قبل أقوانا وتدمع عيونهم فرحة لفرحتنا وحزنا عندما يبكي أحدنا ونرفع ايضا ايدينا لربنا سائلينه ان يمد في عمره والدا وحاكما للجميع. * رئيس مجلس إدارة جمعية الإعاقة الحركية للكبار (حركية)