أوقعت لجنة المسابقات في الاتحاد السعودي لكرة القدم نفسها في مأزق كان بالإمكان أن تتداركه لو أنها تعاملت مع الموقف بطريقة احترافية، وأثارت لجنة المسابقات قضية من لاشيء عندما جدولت مباريات دور ال 16 من مسابقة كأس ولي العهد على يومين خصوصاً بعد أن جاءت القرعة في مصلحة فرق الوحدة والأهلي والاتحاد للعب على ملاعبهم وهو الملعب ذاته ملعب مدينة الملك عبدالعزيز الرياضية بالشرائع (بسبب إغلاق ملعب الأمير عبدالله الفيصل بجدة) وهو مايعني صعوبة إقامة ثلاث مباريات في يومين خصوصاً وأن اللجنة أعلنت الجدول وأشارت إلى أن جميع المباريات الثلاث ستقام مساء. الحل منذ إعلان القرعة كان سهلاً للغاية ولا يحتاج إلى أي تفكير وهو إقامة مباراة من المباريات الثلاث مساء (الإثنين) وأخرى (الثلاثاء) وثالثة (الأربعاء) خصوصاً وأن الفرق لم تلعب في الدوري منذ فترة، بيد أن لجنة المسابقات اختارت إقامة مباراتي الأهلي والاتحاد على ملعبيها (النادي) وكأنها لا تعرف بيئة ملاعب الأندية وضعف إمكانياتها التي لا تسمح لها باستضافة مباريات رسمية للفرق الأولى خصوصاً الجماهيرية منها، ولأن القرار بني على قاعدة هشة ألغي سريعاً من قبل اللجنة ذاتها بسبب دواعي أمنية. لجنة المسابقات في اتحاد القدم أوقعت نفسها في "حرج" مع فرق الوحدة والأهلي والاتحاد فهي أمام خيارين لا ثالث لهما، إما أن تلعب مباراة الوحدة والاتفاق على ملعب نادي الوحدة وهو الخيار الذي رفضته إدارة الوحدة، أو أن تقام أحد المباريات عصراً، ولأن إدارة الوحدة هي الحلقة الأضعف في القضية تم تقديم مباراة فريقها مع الاتفاق عصراً بالرغم من أن الفريق (المكي) هو الأحق باللعب على ملعبه في الوقت الذي اعتاد عليه (مساء). أحياناً تُشعرنا لجنة المسابقات بأخطائها البدائية والمتكررة بأنها تريد أن تصبح حديث الوسط الرياضي برغبتها فعلى الرغم من كثرة الانتقادات التي وجهت لها في كل موسم ولا تزال توجه لها إلا أنها تفاجئنا بين لحظة وأخرى بأخطاء غريبة، صحيح أن كل من يعمل معرض للخطأ لكن ليس بهذا الشكل، فعلى سبيل المثال لا الحصر خلقت لجنة المسابقات لنفسها قبل أيام قضية من عدم أتحدث عن مباراة النصر وهجر ضمن دوري "زين" السعودي للمحترفين إذ قررت لجنة المسابقات تقديم موعدها لأكثر من شهر حتى تقام يوم الأحد الماضي بسبب مشاركة النصر في كأس الاتحاد العربي قبل أن تقرر ثانية تأجيلها حتى اشعار آخر بسبب تعارض موعدها الجديد مع مباريات دور ال 16 من مسابقة كأس ولي العهد بالرغم من أن الفريقين لم يتقدما بأي طلب لتأجيل المباراة، أليست لجنة المسابقات هي من جدولت موعد انطلاقة مسابقة كأس ولي العهد؟، إذاً لماذا لم تأخذ ذلك في عين الاعتبار بدلاً من تقديم موعد المباراة ومن ثم تأجيلها وكأن الأندية لعبة في يدها؟. نتمنى كرياضيين أن يأتي ذلك اليوم الذي تستفيد فيه لجنة المسابقات من أخطائها، لانريد منها عملاً بلا أخطاء لأن ذلك مستحيلاً فكل ما نريده هو تقليل الأخطاء وتفادي الوقوع فيها خصوصاً البدائية منها فالوسط الرياضي ليس بحاجة إلى قرارات تثير احتقانه أكثر مما هو عليه.