بدأ فريق الفتح الطموح يرسم لنفسه معالم بطولة الدوري ذات النفس الطويل عقب نجاحه الاخير في الإطاحة بالهلال للمرة الثانية على التوالي إذ كان العقبة الأصعب في طريقه ومنافسه الأول على اللقب ومعه بدأت تتضح ملامح امتيازات تاريخية لهذا الفريق المبهر في مسابقة الدوري لم يسبق حدوثها منذ انطلاقتها الاولى في موسم 96 / 1397 ه. حيث لا نتذكر فريقاً جديداً في ساحة المنافسة على لقب الدوري ارتقى بمستوى طموحاته العريضة ونجاحاته المدوية الى حد مذهل ومثير للتقدير والاعجاب مثل الفتح الذي بقي صامداً بقوة في وجه اعتى المنافسين وتغلب على الكبار وافقدهم نقاطاً هامة خلال مشواره في 14 جولة لم يذق فيها طعم الخسارة وظل سجله خالياً منها في سلم الترتيب بينما تجرعت كل الفرق كؤوس الهزائم بما فيها سيد ابطال الدوري وزعيم الأندية الذي خسر في الدوري مرتين فقط امام الفتح والأخيرة جاءت بعد 10 انتصارات متتالية وبات الفارق بينهما نقطة لصالح الفتح قابلة للزيادة الى اربع نقاط اذا ماكسب ابناء الأحساء لقاءهم المؤجل. إن هذا الفريق المدهش يمتلك من ادوات النجاح وعوامل التفوق الشيء الكثير، فدفاعه بقيادة السنغالي سيسوكو هو الافضل على مستوى فرق الدوري لقلة نسبة الأهداف التي ولجت شباكه ( 12 هدفاً في 14 مباراة ) بجانب الانسجام والتفاهم الكبير بين افراده واجادتهم تنفيذ المهام الدفاعية بدقة متناهية كأفضل فريق يلعب بهذا الاسلوب المنيع وهو ما افشل الهلال في اقتحامه وسقط تحت اسواره اكثر من مرة فضلا عن التناغم الجميل في الأداء مابين خطي الوسط والهجوم في استثمار الكرات المرتدة بقيادة مايسترو الوسط والهداف البرازيلي ألتون خوزيه والمهاجم الكنغولي دوريس سالمو. و بفضل الادارة الفنية التي يقوم عليها المدرب الخبير التونسي فتحي الجبال منذ 6 سنوات وادارة النادي الشابة بفكرها النيّر التي تقدم عملاً ادارياً متقناً بقيادة المهندس عبدالعزيز العفالق والمشرف على الفريق احمد الراشد، نجحت تلك الاسماء الثلاثة في بناء فريق ذي شخصية فنية مميزة في الملعب بقتالية افراده .. يدافع بشراسة ويهاجم بضراوة ليتصدر ويحرج الكبار بميزانية هي الاقل لفريق يتطلع للبطولة الشاقة لا تتجاوز 19 مليون ريال ( قيمة عقد عامين للاعب هلالي واحد) لكن بالقيادة الواعية والكفاءة الفنية العالية والتخطيط السليم وقناعاتها الصائبة حين تمسكت بمدربها على مدى 6 مواسم وجددت الثقة به اكثر من مرة برغم خسارته القاسية ب 6 اهداف في الموسم الماضي من فريق يقبع حالياً في الدرجة الاولى، وهذه تعد إحدى المفارقات التاريخية في الدوري إذ لم يسبق لمدرب ان امضى 6 سنوات متواصلة مع فريقه في تاريخ المسابقة. بقي في النهاية القول: انتظروا من الفتح المزيد من المفاجآت التاريخية وأول ضحاياه سيكون الهلال ومدربه ليل الاحد المقبل في كأس ولي العهد الذي يحتكر لقبه منذ 5 سنوات؛ ففي جعبة الفتح الكثير لكن مَنْ يجرؤ على هزيمته من الاندية المحلية، هذا هو السؤال الذي يطرح نفسه اليوم؟!