أوصى المشاركون في مؤتمر(النصيحة.. المنطلقات والأبعاد) بضرورة إحياء مفهوم النصيحة بمعناها الشامل، لما للنصيحة من أثر في تعزيز الأمن العقدي والفكري بين الأفراد والمجتمعات والدول، ولأن منهج النصيحة الراشد سبب أمن المجتمع وأمانة ومصدر انتظام أحواله، وسلامة كيانه. كما أوصى المؤتمر بأن تصدر النصائح المتعلقة بمصير المجتمعات وقضاياها العامة عبر المؤسسات المعتمدة والموثوقة والحد من العمل الفردي في هذا المجال الذي لا يؤمن تقصيره، إلى جانب التأكيد على ضرورة تثقيف المجتمع وتوعيته بأهمية اعتبار المآلات ونتائج التصرفات وتطبيقاتها المتعلقة بمجال النصيحة والتأكد من أن قصد الناصح (في الحال والمآل) إرادة الخير للمنصوح، وأن المنصوح به يجلب مصلحة للمنصوح أو يدفع عنه مفسدة في الحال والمآل. كما شدد المؤتمر على أهمية وضرورة بيان المنهج الشرعي في مناصحة ولاة الأمور، والتعامل معهم، وفق طريقة السلف الصالح المتمثل في حفظ الحقوق ومراعاتها والتعاون على الخير ومعالجة الأخطاء بالأساليب الشرعية التي تجمع ولا تفرق وتبني ولا تهدم، والبعد عن تتبع العثرات ومتابعة الزلات وتحريض العوام بما يوغر الصدور ويولد الكراهية والبغضاء ويثير الفتنة وتجنب الأساليب الدخيلة كأسلوب المظاهرات والاعتصام وتنقص الحكام على المنابر ووسائل الإعلام ونحو ذلك. بالإضافة إلى نشر الوعي الديني بأساليب النصيحة وشروطها وضوابطها بين عامة المسلمين وخاصتهم من خلال الوسائل المتاحة المؤثرة. كما أوصى المؤتمر بمزيد من الدراسات حول ممارسات ادعاء النصيحة في العصر الحاضر ومنطلقاتها الفكرية والتي يطرحها أرباب الفكر الضال والمنهج المنحرف وكيفية معالجتها والتعامل معها. إضافة إلى توصية أهل العلم والفكر والرأي وأصحاب القرار بضرورة معالجة ما يبث وينشر على مواقع التواصل الاجتماعي من تطبيقات خاطئة لمعنى النصيحة والتي تسيء إلى الأفراد والمؤسسات والمجتمعات والدول. ورفع المشاركون في مؤتمر النصيحة المنطلقات والأبعاد في ختام جلسات المؤتمر الذي عُقد بجامعة الأمام محمد بن سعود الإسلامية شكرهم وتقديرهم إلى مقام خادم الحرمين الشريفين على ما حظي به المؤتمر من موافقة سامية ورعاية كريمة، منوهين بالجهود التي تقوم بها المملكة العربية السعودية من عناية بنشر وتطبيق المنهج الشرعي للنصيحة المستند من الكتاب والسنة ومنهج السلف الصالح. وثمن المشاركون في المؤتمر الدور الريادي وطنيا وعالميا لمركز محمد بن نايف للمناصحة والرعاية بوزارة الداخلية وما حققه من نجاحات كبرى وما قدمه من أعمال رائدة في مجاله ويدعو الدول الإسلامية إلى الاستفادة من تجربته وتعميمها في جميع المجالات. وأكدوا على أهمية أن تضطلع الجامعات بدورها في دراسة مناهج الناصحين من الأنبياء والعلماء العاملين، وغيرهم من الدعاة والمصلحين في مختلف العصور والإفادة منها. وتشجيع الكتابة العلمية الموثقة المتخصصة في قواعد وضوابط النصيحة الشرعية على مستوى البحوث الجامعية والدراسات العليا كما أكد المؤتمر على أهمية دور المؤسسات التعليمية في نشر المنهج الشرعي في النصيحة وترسيخ مفهومه الصحيح في أذهان النشء من خلال إدراج نصوص النصيحة وأساليبها في المقررات الدراسية. ودعا المؤتمر جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية وغيرها من الجامعات المتخصصة إلى إصدار مدونة للقواعد والضوابط المتعلقة بالنصيحة الشرعية يشترك في إعدادها عدد من المختصين، والعمل على طباعتها ونشرها، لتسهيل الاطلاع عليها والإفادة منها. وشددوا على ضرورة التكامل بين المتخصصين في العلوم الشرعية وغيرها للاستفادة من الدراسات والأبحاث العلمية والتجارب في مجال الإرشاد والتوجيه والعلاج النفسي والاجتماعي؛ لأن الحكمة ضالة المؤمن. فيما أوصى المؤتمر بتنسيق لقاءات ودورات علمية وورش عمل خاصة بالقواعد والضوابط المتعلقة بالنصيحة الشرعية للدعاة والخطباء توضح مدى استيعاب الفقه الإسلامي لأحكامها وشروطها ومقاصدها وذلك من خلال المؤسسات والمجامع المعنية. كما دعا المؤتمر إلى استثمار وسائل الإعلام؛ المسموعة والمقروءة والمرئية، وخاصة القنوات الفضائية، والشبكة العنكبوتية، في تعزيز مفهوم النصيحة، وتذليل تقبُّلها لدى مختلف شرائح المجتمع، وبيان أهميتها وفضلها، وعرض المبادرات الناجحة في طرح النصيحة، وتقديمها إلى الآخرين، كنماذج تحتذى. حضور المؤتمر