دعا المشاركون في مؤتمر «النصيحة.. المنطلقات والأبعاد» في ختام جلساته، على التزام المنهج الشرعي في إسداء النصيحة، وترسيخ منهج الاتباع فيها والصدق والإخلاص والستر وتجنب التعيير والتشفي والتشهير والهوى. وأكدوا، في المؤتمر الذي نظمته جامعة الأمام محمد بن سعود الإسلامية، أن تصدر النصائح المتعلقة بمصير المجتمعات وقضاياها العامة عبر المؤسسات المعتمدة والموثوقة، والحد من العمل الفردي في هذا المجال، والتأكد من أن قصد الناصح إرادة الخير للمنصوح، وأن المنصوح به يجلب مصلحة للمنصوح أو يدفع عنه مفسدة في الحال والمآل، ولفتوا إلى أهمية بيان المنهج الشرعي في مناصحة ولاة الأمور، والتعامل معهم، وفق طريقة السلف الصالح المتمثل في حفظ الحقوق ومراعاتها والتعاون على الخير ومعالجة الأخطاء بالأساليب الشرعية التي تجمع ولا تفرق، وتجنب الأساليب الدخيلة كأسلوب المظاهرات والاعتصام وتنقص الحكام على المنابر ووسائل الإعلام. وأوصوا أهل العلم والفكر والرأي وأصحاب القرار بضرورة معالجة ما يبث وينشر على مواقع التواصل الاجتماعي من تطبيقات خاطئة لمعنى النصيحة، والتي تسيء إلى الأفراد والمؤسسات والمجتمعات والدول، وثمنوا الدور الريادي وطنيا وعالميا لمركز محمد بن نايف للمناصحة والرعاية بوزارة الداخلية وما حققه من نجاحات كبرى وما قدمه من أعمال رائدة في مجاله، مؤكدين أهمية أن تضطلع الجامعات بدورها في دراسة مناهج الناصحين من الأنبياء والعلماء العاملين، وتشجيع الكتابة العلمية الموثقة المتخصصة في قواعد وضوابط النصيحة الشرعية على مستوى البحوث الجامعية والدراسات العليا، ودعوا الجامعات المتخصصة إلى إصدار مدونة للقواعد والضوابط المتعلقة بالنصيحة الشرعية، يشترك في إعدادها عدد من المختصين، والعمل على طباعتها ونشرها؛ لتسهيل الاطلاع عليها والإفادة منها. وفي ختام توصياتهم، عبروا عن شكرهم وتقديرهم إلى مقام خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، على ما حظي به المؤتمر من رعاية كريمة، منوهين بجهود المملكة في نشر وتطبيق المنهج الشرعي للنصيحة والمستمد من الكتاب والسنة ومنهج السلف الصالح.