رفع المشاركون في مؤتمر "النصيحة المنطلقات والأبعاد " اليوم في ختام جلسات مؤتمرهم الذي عُقد بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية , شكرهم وتقديرهم لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود حفظه الله على ما حظي به المؤتمر من موافقة سامية ورعاية كريمة، منوهين بالجهود التي تقوم بها المملكة من عناية بنشر وتطبيق المنهج الشرعي للنصيحة المستند على الكتاب والسنة ومنهج السلف الصالح . وقدم المشاركون عدداً من التوصيات أبرزها ضرورة إحياء مفهوم النصيحة بمعناها الشامل الذي جعله النبي صلى الله عليه وسلم الدين كله ، لما للنصيحة من أثر في تعزيز الأمن العقدي والفكري بين الأفراد والمجتمعات والدول ، ولأن منهج النصيحة الراشد سبب أمن المجتمع وأمانه ومصدر انتظام أحواله، وسلامة كيانه، مؤكدين على التزام المنهج الشرعي في إسداء النصيحة وضرورة ترسيخ منهج الإتباع فيها والصدق والإخلاص والستر في ذلك وتجنب التعيير والتشفي والتشهير والهوى ، كما أوصي المؤتمر الذي استمر يومين بأن تصدر النصائح المتعلقة بمصير المجتمعات وقضاياها العامة عبر المؤسسات المعتمدة والموثوقة والحد من العمل الفردي الذي لا يؤمن تقصيره. وأكد المشاركون في المؤتمر ضرورة تثقيف المجتمع وتوعيته بأهمية اعتبار المآلات ونتائج التصرفات وتطبيقاتها المتعلقة بمجال النصيحة والتأكد من أن قصد الناصح (في الحال والمآل) إرادة الخير للمنصوح، وأن المنصوح به يجلب مصلحة للمنصوح أو يدفع عنه مفسدة في الحال والمآل، إضافة إلى نشر الوعي الديني بأساليب النصيحة وشروطها وضوابطها بين عامة المسلمين وخاصتهم من خلال الوسائل المتاحة المؤثرة. كما أوصى المؤتمر بمزيد من الدراسات حول ممارسات أدعياء النصيحة في العصر الحاضر و منطلقاتها الفكرية التي يطرحها أرباب الفكر الضال والمنهج المنحرف وكيفية معالجتها والتعامل معها ، إضافة إلى توصية أهل العلم والفكر والرأي وأصحاب القرار بضرورة معالجة ما يبث وينشر على مواقع التواصل الاجتماعي من تطبيقات خاطئة لمعنى النصيحة والتي تسيء إلى الأفراد والمؤسسات والمجتمعات والدول. وثمن المشاركون في المؤتمر الدور الريادي وطنيا وعالميا لمركز محمد بن نايف للمناصحة والرعاية بوزارة الداخلية وما حققه من نجاحات كبرى وما قدمه من أعمال رائدة في مجاله ويدعو الدول الإسلامية إلى الاستفادة من تجربته وتعميمها في جميع المجالات , مؤكدين أهمية أن تضطلع الجامعات بدورها في دراسة مناهج الناصحين من الأنبياء والعلماء العاملين، وغيرهم من الدعاة والمصلحين في مختلف العصور والإفادة منها ، وتشجيع الكتابة العلمية الموثقة المتخصصة في قواعد وضوابط النصيحة الشرعية على مستوى البحوث الجامعية والدراسات العليا . كما أكد المؤتمر أهمية دور المؤسسات التعليمية في نشر المنهج الشرعي في النصيحة وترسيخ مفهومه الصحيح في أذهان النشء من خلال إدراج نصوص النصيحة وأساليبها في المقررات الدراسية. ودعا المؤتمر جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية وغيرها من الجامعات المتخصصة إلى إصدار مدونة للقواعد والضوابط المتعلقة بالنصيحة الشرعية يشترك في إعدادها عدد من المختصين، والعمل على طباعتها ونشرها، لتسهيل الاطلاع عليها والإفادة منها، مؤكدين ضرورة التكامل بين المتخصصين في العلوم الشرعية وغيرها للاستفادة من الدراسات والأبحاث العلمية والتجارب في مجال الإرشاد والتوجيه والعلاج النفسي والاجتماعي . كما أوصى المؤتمر بتنسيق لقاءات ودورات علمية وورش عمل خاصة بالقواعد والضوابط المتعلقة بالنصيحة الشرعية للدعاة والخطباء توضح مدى استيعاب الفقه الإسلامي لأحكامها وشروطها ومقاصدها وذلك من خلال المؤسسات والمجامع المعنية. ودعا المشاركون إلى استثمار وسائل الإعلام ؛ المسموعة والمقروءة والمرئية، وخاصة القنوات الفضائية، والشبكة العنكبوتية، في تعزيز مفهوم النصيحة، وتذليل تقبُّلها لدى مختلف شرائح المجتمع، وبيان أهميتها وفضلها، وعرض المبادرات الناجحة في طرح النصيحة، وتقديمها إلى الآخرين، كنماذج تحتذى، مؤكدين ضرورة التقيد بمعايير محددة للإعلام الناقد البناء أهمها الموضوعية وتحري الإنصاف، والبعد عن التضليل والتزييف للحقائق وتوخي الأهداف والمصالح العليا للوطن، ويتطلب ذلك تشكيل هيئة مستقلة لتقويم البرامج الإعلامية الناقدة، ومن شأن هذه الهيئة أن تبين مدى التزام تلك البرامج بالنقد البناء الهادف، وإعادة تأهيل القائمين على البرامج الإعلامية الناقدة لإعادة النظر في مفاهيمهم حول النقد البناء وأساليبه وأهدافه، بالإضافة إلى ضرورة وضع الخطط الإستراتيجية التي تكفل نشر النصيحة بمفهومها الشامل واتخاذ الوسائل والتدابير التي تحفظ المجتمع والأفراد من الغش وعدم النصح في القول والعمل، مؤكدين أن الأداء المتقن للأعمال الوظيفية في القطاعين العام والخاص والقيام بالواجبات والمسؤوليات على أكمل وجه من أهم معاني النصيحة وتطبيقاتها . وطالب المؤتمر بتفعيل دور الأسرة في بناء الفهم الصحيح للنصيحة وتقديم البرامج الاجتماعية والثقافية التي تعين على ذلك ، كما دعا إلى إنشاء مراكز بحثية وكراسي علمية خاصة بالنصيحة والدراسات المتصلة بها تعني بنشر الأبحاث العلمية ورصد واقع النصيحة وتقويمها، مؤكدين في ختام التوصيات أهمية عقد مثل هذه المؤتمرات والندوات العلمية التي تخدم الموضوعات الحيوية . // انتهى //