أكثر من مسؤول غربي لابد أنه كلما تصاعد الدخان ليغطي غابات القارة نتيجة تصاعد الحروب حدودية او قبلية فإنه يمط شفتيه ويشبك أصابع يديه قائلا ببرود: أفارقة..؟! أي فالج لا تعالج فكونهم أفارقة.. أي سود.. من المنطقي ألا تفرز عقولهم وتصرفاتهم غير ما هو يحدث الآن.. جنون يجعل من أريتريا البلد الصغير الفقير يحلم أن يكون دولة عسكرية مخيفة فالخلافات مع أثيوبيا الدولة الأقوى تتوالى ويفصل ما بين قتال وآخر احتلال لجزيرة يمانية في البحر الأحمر أو تغذية لمتمردي جنوب السودان.. في قطاع مجاور يتقاتل الصوماليون وتتوسط أوغندا ميدان حروب أخرى لقبائل أخرى., بلد الألماس يصحو على فقر وجوع ومرض بعد تنحية موبوتو.. الشيوعية فيما سبق تطل على غرب القارة بأغرب يسار قبلي.. حتى الحروب لها مستوى.. القادة وإن تلوثوا بالدم فلهم أيضا مستوى.. وفي أفريقيا تدنى مستوى الحروب والقادة إلى أسوأ ما يمكن أن يحشر فيه الإنسان من حظائر حيوانية مرعبة ومخجلة في آن واحد.. من الذي فعل ذلك..؟.. لقد شهدت القارة في وقت مبكر قبل خمسة وثلاثين عاما انبلاج أكثر من إشراق في أكثر من موضع يبشر بقيادة الفقراء العراة نحو مستوى إنساني لائق بحياة القرن العشرين لكن الغرب قبل غيره هو الذي حارب تلك الانبلاجات وأطفأ كل بريق كان يعد بستر العورة وملء المعدة وكتابة حرف القراءة.. ماذا حدث لباتريس لوممبا.. من رئيس وزراء منتخب إلى أسير يقاد في الشوارع مثل مجرم ثم يقتل غيلة بتلفيق بلجيكي مفضوح.. ولم يكن خلف لوممبا من إرث إلا سمعته الوطنية التي استغلتها الشيوعية فافتتحت جامعة باسمه في موسكو واستغلها الغرب فجعل من صورته موث قا بالحبال .. مجرورا على بطنه في الشوارع إنذار تخويف لكل من يفكر بتجديد وطنية باتريس لوممبا.. وليس هذا هو اللغز.. فمنغستو هيلا مريام أين ذهب وكيف أتى؟.. هل من المعقول ان يختفي رئيس انقلابي قتل الكثيرين.. هل كان شيوعيا بالعقيدة أم بالتوظيف..؟.. تبقى السنغال الوحيدة التي توهجت بعقل شاعر تنازل عن الرئاسة لآخر وهذا الآخر بعد سنوات من الحكم أعطى السلطة لفائز انتخابي بها دون ان يسجنه مثلما حدث في الجزائر..