أظهرت دراسة حديثة أن نسبة انتشار الفيسيوك بين طالبات الثانوية تبلغ 59%، ومعظمهن في سن ما بين 16-18 سنة، وقد أكدت 43% من أفراد العينة أنهن تعرفن على الفيسبوك من خلال الأصدقاء، وعن طبيعة الموضوعات التي تتم مناقشتها جاءت القضايا الاجتماعية أولاً ثم القضايا العاطفية، في حين جاءت القضايا الرياضية والسياسية وقضايا الابتزاز على الفيسبوك هي الأقل اهتماماً ونقاشاً، وقد أبانت الدراسة أن ما نسبته 62% من أفراد العينة يتبادلن الحوارات مع الصديقات حول الفيسبوك، في حين جاء تبادلهن الحوارات الشخصية مع أفراد العينة نحو 44%، وجاء حوارهن مع معلماتهن فيما يخص الفيسبوك بنسبة متدنية لا تتجاوز 2%، مما جعل الباحثة توصي بأهمية الاستفادة من هذه التقنية في تعزيز الدروس والقضايا التعليمية وتقوية العلاقة بين الطالبة والمعلمة من خلال تبني سياسات واضحة لاستخداماته من قبل وزارة التربية والتعليم. الدراسة جاءت في رسالة ماجستير أعدتها الباحثة فوزية الحربي تحت عنوان "استخدام الفتيات السعوديات للفيسبوك"، وهي دراسة على عينة من طالبات المرحلة الثانوية في مدينة الرياض شملت 500 مفردة، من المدارس العامة والخاصة من أرجاء الرياض كافة، وقد أظهرت نتائج الدراسة أن استخدام الفيسبوك كان له تأثير متوسط على متابعة وسائل الإعلام الجديدة والتقليدية وجاءت الإحصائيات لتوضح أن أكثر الوسائل تأثراً بدرجة كبيرة جداً وكبيرة هو التصفح العام للإنترنت بنسبة 34.5% تلاه المنتديات بنسبة 28%، فالقنوات الفضائية بنسبه 26%. كما اوضحت أن الفتيات زاد إدراكهن للإشباعات التي يحققها لهن الفيسبوك، بشكل كامل تقريباً، ولا تحققها الوسائل الأخرى مع زيادة الاستخدام اليومي له، وإن اختلفت أعداد العوامل في الإشباعات المرغوبة عنها في الإشباعات المتحققة، حيث بلغ عدد عوامل الإشباعات "المرغوبة" ثمانية عوامل، ثلاثة منها تتعلق بالاندماج الاجتماعي ورابع للاندماج الشخصي وخامس معرفي وسادس خاص بدعم القضايا والمواقف وسابع تسلوي وثامن مدرسي، بينما جاءت عوامل الإشباعات "المتحققة" ستة عوامل. وأكدت الدراسة أن الرغبات والإشباعات الاجتماعية لم تعد كما كانت في الوسائل الإعلامية التقليدية ولكنها أضحت أنواعا متعددة، كما اتضح أيضاً قدرة الفيسبوك على تحقيق العديد من الإشباعات الاجتماعية التي لا تستطيع وسيلة إعلامية أخرى تحقيقها حتى الآن. استخدامات متعددة من جهة أخرى توصلت الباحثة من خلال ملاحظاتها، ولمدة أشهر عدة حول استخدام الفتيات السعوديات للفيسبوك، أنه يشكل للفتاة السعودية مكان انطلاق وتحرر من القيود، إذ أصبحت تتحدث من خلاله بحرية عما تريد، وترفض بجرأة ما لا تراه يناسبها، وترى الباحثة أن الفيسبوك يمثل وسيلة مناسبة للمجتمع الذي تكبله الكثير من القيود الاجتماعية الخاصة بالعادات والأعراف والتقاليد، ولقد أتاح الفيسبوك لمستخدماته المشاركة في بعض المناسبات التي كانت تعتبر في وقت من الأوقات ممنوعة، ولم تخف الباحثة تأثير إمكانية المشاركة باسماء مستعارة في زيادة الإقبال. كما اتضح أن الفتاة تستخدم الفيسبوك للمباهاة والتفاخر أيضاً من خلال إبراز مواهبها ورحلاتها السياحية إذ تنشر صور المناطق والدول التي قامت بزيارتها، وأجمل المناطق السياحية التي استمتعت فيها، مع إبراز الممتلكات الشخصية الثمينة من ملابس ومجوهرات، ولم تغفل الدراسة الجانب العاطفي حيث سلطت الضوء على استخدام الفيسبوك لإشباع الجوانب العاطفية حتى أن الأمر تعدى ذلك للوصول إلى بحث الفتيات عن زوج المستقبل فيه. والفتاة السعودية وهي تعبر عن نفسها من خلال الفيسبوك لا تكتفي بالشكليات وبالحديث عن نفسها وهمومها ومشكلاتها الشخصية وتجاربها في الحياة، ولكن أيضاً تستخدم الفيسبوك لأغراض عديدة لعل من أهمها الدفاع عن نفسها والمطالبة بحقوقها حيث أفرز الفيسبوك مجاميع من الفتيات السعوديات ممن يطالبن بإعطاء المرأة حقوقها المختلفة، وذلك ضمن حملات إعلامية يأخذ بعضها شكل الحملات التوعوية، ويأخذ بعضها الآخر شكل المقابلات والحوارات الجادة، فعلى سبيل المثال تشارك الفتاة من خلال الفيسبوك في تنفيذ العديد من الحملات الإعلامية التوعوية الخاصة بالمرأة السعودية. كما أن هناك من يستخدمنه لإبراز مواهبهن الأدبية والفنية المختلفة حيث تقوم الفتاة أيضاً بإنشاء صفحات على الفيسبوك لإبراز مواهبها في الرسم والتصوير والتصميم، كما يقمن بإنشاء صفحات لممارسة نشاطاتها الأدبية في فن القصة والرواية والشعر.. وتتشارك الفتيات مع أدباء وأديبات على المستويين العربي والدولي. وأيضا يكشفن عن الهوايات الخاصة بهن حيث ظهرت تجمعات متعددة للهوايات الخاصة التي تحرص الفتاة على إبرازها ومشاركة الممارسات لها، ليس على المستوى المحلي فقط ولكن حتى على المستويات العربية والدولية، ويقمن هنا بتقديم تجاربهن، كما يعملن على عقد دروس ومحاضرات ونقاشات وحوارات تتعلق بكيفية تطوير الهواية وتعلم أسرارها. أما الاستخدام التجاري للفيسبوك فيتجلى باستخدام بعضهن له لعرض منتجاتهن المختلفة كالمكياج الكويتي، والجلباب الإماراتي، وفساتين السهرة، وبعضهن يعتقدن أن الفيسبوك أتاح لهن فرصة للتكسب في عالم افتراضي لا يكلفهن شيئاً، فيُقبلن على البيع فيه دون خوف أو وجل من خسارة مادية تثقل عليهن أو على ذويهن كما هو الحال في المنشآت.