مجرد النظر بإمعان في واجهات المجمعات الفندقية والتجارية المقابلة للحرم المكي يستوقف الزائر مشهد "الروشان" الملمح التراثي الأشهر في المباني القديمة بأم القرى، هذا الطراز المعماري الفريد الذي يقول عنه عمدة الشبيكة انه مظهر من مظاهر العمارة الإسلامية التي تهدف إلى الخصوصية حيث يسمح الروشان بتهوية جيدة ودائمة مع دخول أشعة الشمس بالإضافة إلى كونه من الداخل مقصدا لكبار السن للجلوس عليه للإطلالة على الشارع ومشاهدة الحراك التجاري وحركة المرور وللاستمتاع بالضوء وهبوب نسمات الهواء. من جانبه يؤكد الدكتور فواز الدهاس المتخصص في التاريخ أن الرواشين بزخارفها ونقوشها الرائعة والبديعة تدل على مهارة الصناع ودقة الصنعة فضلاً عن تشكيلها الهندسي الجميل وقد اصبحت وحدة تصميمية وجمالية تتكرر في واجهات المباني، مع اختلافات محدودة في تفاصيل الوحدة ذاتها، كما أنها حققت وحدة في التكوين العمراني العام لمكةالمكرمة . رواشين مكة والتي بدأت في الانتشار على مختلف واجهات المحال والفنادق الفاخرة جلبت خصيصاً من مصانع تستخدم خشب التك الذي يعتبر من أصلب أنواع الأشجار وقدرتها على مواجهة متغيرات الطقس وحرارة الشمس وعوامل التعرية. الاقبال على الروشان أصبح اليوم لم يعد يقتصر على الفنادق والمجمعات السكنية بل طال الفلل السكنية والأسواق التجارية وبنايات البنوك كتقليد معماري نعتز به في تاريخ العمارة السعودية..