من الأمور التي كانت تشغل بالي: مسألة تأثير حفظ القرآن, والذهاب إلى حلقات التحفيظ، على التحصيل العلمي المدرسي للطلاب، وهل هناك تعارض بين الأمرين؟ وسبب هذه الحيرة عندي أنني أرى طلاب تحفيظ القرآن الكريم متفوقين في تحصيلهم الدراسي، مع وجود من يزعم أن التحفيظ يتعارض مع التحصيل الدراسي، وينشر هذا الادعاء؟! وقد وفقني الله -تعالى - إلى إجراء دراسة ميدانية على جائزة الأمير سلمان بن عبدالعزيز لحفظ القرآن الكريم، كان من محاورها: مدى التعارض مع التحصيل، فأوضحت الدراسة أن (98.2%) من عينة البنين أكدوا أن الحفظ لم يتعارض مع التحصيل الدراسي، وأن ما يقارب (30%) قد شجعهم الحفظ على الدراسة، وساعدهم على التفوق، في حين أن عينة البنات كشفت أن (91.5) أكدن أن الحفظ لم يتعارض عندهن مع التحصيل الدراسي. ولاشك أن هذه النتائج تؤكد ما نشاهده في الواقع العملي من تفوق الحفاظ في دراستهم الأكاديمية، وعدم التعارض بين الأمرين عمليا، إضافة إلى ما أظهرته دراسات عملية أخرى حول ذلك، وهذا دليل قاطع على بطلان زعم من يزعم أن التحفيظ يؤثر في تحصيل الطلاب، ورد شاف كاف على إرجافهم . ومن هنا دعوت في التوصيات العامة للدراسة إلى: العمل على تغيير المفاهيم الخاطئة لدى البعض بأن الدراسة في حلقات تحفيظ القرآن الكريم تمثل عائقاً في التحصيل الدراسي للطالب أو الطالبة، وذلك من خلال أحاديث العلماء والحفاظ، والاستفادة في ذلك من نتائج بعض البحوث والدراسات العلمية مما يعطي هذا النهج قوة . وبالله التوفيق. [email protected]