دائماً مانردد مقولة أننا نحتاج إلى توثيق رسمي لرياضتنا السعودية، توثيق يصدر من جهة ذات علاقة كاتحاد اللعبة أو من الرئاسة العامة لرعاية الشباب لأننا نفتقد كثيراً إلى المعلومة التاريخية الموثقة التي هي مرتبطة فقط بأشخاص محددين كان لهم حضورهم في فترات انطلاقة الأندية السعودية مثل مؤسس نادي الهلال عبدالرحمن بن سعيد والدكتور أمين ساعاتي وغيرهما من الأسماء، ومازلوا مشكورين يواصلون جهودهم في المتابعة والتوثيق ويزودون بها وسائل الإعلام بين الحين والآخر. لكن لنتجاوز مسألة التوثيق الورقي أو الالكتروني للأحداث الرياضية ولنتحدث عن التوثيق المرئي المُشاهَد الذي هو الآخر نفتقده وبشدة في كرتنا المحلية وخاصة أن أرشيف المباريات والأحداث الرياضية مقتصر على التلفزيون السعودي فقط ولا يمكن إيجاد مصادر أخرى لاستخراجه وعرضه لذا مكتبة الفيديو (الرسمية) التي تصدر من أنديتنا أو من لاعبينا لا تتجاوز عدد أصابع اليد الواحدة وكان آخرها هو الإصدار الرائع لشريط سامي الجابر الاسبوع الماضي. ربما باستثناء شريط الهلال (الزعيم) والذي طرح في الأسواق قبل أربع سنوات لا توجد أي محاولة جدية من قبل أنديتنا لتوثيق تاريخها من خلال الفيديو رغم أن ذلك لا يعد أمراً مستحيلاً أو صعباً بالمقارنة مع الأعمال الإعلامية الأخرى كمواقع الانترنت أو المطبوعات الورقية إلا أن غياب المتخصصين في النشر المرئي ساهم كثيراً في الحد من ظهور أشرطة تحكي تاريخ أنديتنا وبطولاتها طوال الثمان والعشرين عاماً الماضية أي منذ انطلاقة الدوري السعودي للمرة الأولى في العام 1977. أمرٌ آخر سبق وأن ذكره لي مسؤول في أحد الأندية هو أن النادي قد يدفع تكاليف الشريط دون أن يجد مردوداً يذكر ليس لأن الشريط لن يباع في الأسواق ولكن خوفاً من عمليات القرصنة والنسخ غير الشرعي سواء في محلات الفيديو أو من قبل الأشخاص الهواة، حسناً وحتى ولو كان حال الشريط سيكون كذلك مالذي يمنع من إصداره خصوصاً وأن تكلفته لن تعادل قيمة راتب أربعة أشهر لأحد المحترفين الأجانب أو حتى مكافأة للاعب الواحد عقب تحقيق بطولة، قد لا أكون متخصصاً في هذا الجانب ولكن تكلفة الشريط بكل تأكيد لن تتجاوز مئة أو ربما مئة وخمسين ألف ريال حيث إن العمل الأكبر سيكون مجرد تجميع للأشرطة من مكتبة التلفزيون وعمل مونتاج لها، ولا ننسى جانباً تسويقياً هاماً وهو قدرة الأندية على توفير رعاة تجاريين للشريط يتكفلون بانتاجه نظير إعلان تجاري قبل وبعد نهاية المادة. أندية بحجم الاتحاد والأهلي والنصر والشباب لا يوجد مايوثق تاريخها مرئياً أمرٌ يدعو للاستغراب والتساؤل، ناهيك عن لاعبين ونجوم كانت لهم صولاتهم وجولاتهم لا يحفظ التاريخ عنهم سوى أسطر وقصاصات من صحف أو مجلات بينما الأهم كتسجيل الأهداف أو اعتلاء المنصات وحمل كؤوس الذهب غائب عن التوثيق باستثناء تسجيلات بعض الهواة التي غالباً ماتكون رديئة الجودة لا تتضمن أي شروحات حول المناسبة أو تعليقاً على الحدث. الجميل في شريط الجابر هو الإشراف التقني والمعلوماتي المتميز والذي ظهر واضحاً للعيان في الشريط حيث كان الإعداد والمادة المكتوبة وصوت (محمد السقا) رائعين كحال الأهداف المئة التي عرضت إضافة إلى التعامل العصري من قبل سامي نفسه سواء بترويج الشريط أو بطريقة نشره من خلال المؤتمر الصحفي فلم يعلن أعلامياً عن طرحه سوى قبل شهرين تقريباً ثم وزع خلال فترة قياسية مقارنة باسلوب تسويق أشرطة مماثلة مضت أشهر بل سنوات ونحن نسمع ترديد نفس الموال حول قصص تأخر انتاجها وتغيير المخرج تارة وتغير الشركة تارة أخرى وفي نهاية الأمر قد لا يكون العمل الناتج احترافياً ويتناسب مع حجم اللاعب. أخيراً همسة في أذن نجومنا وأنديتنا بأن يضعوا في الحسبان تقديم الإصدارات المرئية القادمة على أقراص DVD فأشرطة الفيديو الآن تعيش عصرها الأخير وعمرها لن يتجاوز سنين بسيطة فالمستقبل للتقنية وحدها! [email protected]