يلمس المتابع لنشاطات المثقفين والمبدعين أنهم حولوا مواقع التواصل الاجتماعي على الإنترنت ك"فيس بوك" و"يوتيوب" لتكون أوعية لحفظ أعمالهم وأرشفتها، بعد أن كانت الإصدارات الورقية وقصاصات الصحف وتسجيلات الكاسيت والفيديو هي الطرق الوحيدة للتوثيق. تقول الشاعرة والدكتورة ثريا العريض "إنها أصبحت تحفظ أعمالها في صفحتها على فيس بوك"، مؤكدة أن هذه الطريقة الحديثة للحفظ تجعل أعمالها موثقة أمام الجميع بعد أن كانت في السابق تحتفظ بها مكتوبة أو على جهازها المحمول. وأوضحت العريض أنها لجأت لحفظ أعمالها في فيس بوك بعد أن تسبب عطل في "الهارد ديسك" الخاص بها في ضياع أعمال كثيرة كانت تدونها في جهازها المحمول على طول السنين الماضية، موضحة أن التوثيق في مواقع التواصل الاجتماعي لا يخلو من عيوب، ففي إحدى المرات اكتشفت أن أحد الأشخاص نقل نصا لها على أحد المواقع الإلكترونية ونسبه لنفسه. وأشارت إلى أن مواقع التواصل الجديدة على الإنترنت ساعدت المثقف، لكنها خدمت الشباب أكثر باعتبار أنها وسيلة لإيصال إبداعاتهم، بعكس المثقف ذي الاسم المعروف من قبل، ملمحة إلى أن المثقفين يطرحون ما لديهم من نصوص وأفكار للنقاش، لكنها لا تقابل بقراءة متعمقة ويكتفى بالإعجاب، على الرغم من احتوائها في بعض الأحيان لأخطاء لغوية، لكن المجاملة غيبت الإشارة لذلك. أما الشاعر أحمد السيد عطيف فيقول "لا أبحث عن التوثيق بشكل كبير ولا أهتم به فأنا والتقنية لا نتفق معا، ولكنني ما زلت أحتفظ ببعض الأشرطة وببعض الكتابات والمشاركات وقصاصات من الصحف، ولكن بعضا من زملائي من الشعراء وثق بعض أمسياتي الشعرية على يوتيوب ولكنها قليلة. ويرى عطيف أن التقنية الحديثة والشبكة العنكبوتية لا تؤثر أو تساعد على انتشار المبدع والمثقف، بل إن وسائل الإعلام وخاصة المرئية منها والمقروءة هي من لها الدور الأكبر في ذلك. بينما يعتبر الشاعر حسين النجمي أن التوثيق مهم للمبدع، فبعد أن كان التوثيق يقتصر على الكتب، ومنه ما بقي رهين المخطوطات القابلة للتلف، أصبح لزاما على المبدع في هذا العصر أن يوصل إبداعه للشرائح المجتمعية كافة، عن طريق التوثيق الإلكتروني، ليسهل على كل متذوق ومتابع وناقد أن يصل إليها من خلال مواقع البحث على الإنترنت في أي مكان وزمان. وأضاف أنه وثق كثيرا من قصائده وأمسياته من خلال تسجيلات يحتفظ بها على أشرطة الفيديو، لكنها بدأت تتلف بفعل الزمن الذي تجاوزها، فبدأ يلجأ إلى الطريقة الرقمية عبر ما يسمى ب"الدي في دي"، وموقع يوتيوب، وغيره من وسائل الحفظ على الإنترنت.