وصل العاهل الأردني عبدالله الثاني على رأس وفد رفيع مدينة رام الله على متن طائرة مروحية أمس في زيارة هي الاولى لزعيم عربي وعالمي لفلسطين بعد حصولها على صفة دولة مراقب في الاممالمتحدة. وكان في استقبال العاهل الاردني، الرئيس محمود عباس وحشد من أركان القيادة الفلسطينية، حيث جرت له مراسم استقبال رسمية وعُزف النشيدان الوطنيان الاردني والفلسطيني، قبل عقد اجتماع مشترك استمر زهاء ساعتين. وقد غادر الملك عبدالله الى عمان عند نحو الساعة الواحدة والنصف بتوقيت فلسطين (الثانية والنصف بتوقيت الرياض). وكان العاهل الأردني، استقبل الرئيس عباس كرئيس دولة لدى عودته من نيويورك الجمعة الماضي بعد الانجاز الذي حققته القيادة الفلسطينية في أروقة الاممالمتحدة. من جانبه، وصف وزير الخارجية الفلسطيني رياض المالكي زيارة العاهل الأردني إلى فلسطين ب"التاريخية" لانها الاولى لزعيم عربي يزور فلسطين بعد حصولها على الدولة غير العضو في الاممالمتحدة. وقال خلال مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره الاردني ناصر جودة إن المباحثات بين الزعيمين تركزت على كيفية التنسيق بينهما للخطوات المقبلة، لتمتين الإنجاز الفلسطيني الأخير، عبر الجهود الفلسطينية والأردنية والعربية وجهود الدول الشقيقة والصديقة، والتنسيق للخطوات المستقبلية. واضاف المالكي "هناك تطابق كامل في وجهات النظر والرؤية بين القيادتين والزعيمين في مجمل القضايا، التي تربط البلدين الشقيقين، واتفاق تام في الرؤية للمرحلة المقبلة، بالعودة إلى المفاوضات مع إسرائيل للوصول إلى المرحلة النهائية، إضافة إلى الجهود المستمرة لرفع عضوية فلسطين إلى عضوية كاملة في الأممالمتحدة." وتوجه المالكي بالشكر الى "الملك والحكومة الأردنية على هذا الاهتمام الكبير، وهذه الرغبة "في المساعدة في مرورنا عبر بوابة الأمان للوصول إلى العضوية الكاملة في الأممالمتحدة، وترسيخ كل مكونات الدولة على الأرض". ولفت الى تسليم العاهل الاردني قراراً من بلدية رام الله بتسمية أحد ميادين المدينة الرئيسية باسمه، تقديرا من الشعب الفلسطيني للدور الكبير للملك الاردني في نصرة فلسطين والقضية الفلسطينية، وتعبيرا عن الاحترام الكبير الذي يكنه الشعب الفلسطيني له. بدوره قال جودة انها ليست الزيارة الأولى للعاهل الأردني إلى فلسطين، لكن أهميتها تكمن في أنها تأتي بعد اللقاء الثنائي في عمان قبل أيام، وحرص الملك على أن يكون أول زعيم يزور فلسطين بعد أن باتت دولة، لتقديم التهنئة برفع مستوى فلسطين إلى دولة مراقب غير عضو في الجمعية للأمم المتحدة. وأضاف "هذه محطة تاريخية، نأمل أن تصب في اتجاه أن تصبح فلسطين عضوا كاملا في الأممالمتحدة، والأهم أن تقوم دولة فلسطين القابلة للحياة على الأرض الفلسطينية، وأن تكون عاصمتها القدس". وتابع "هذه المحطة هي لبنة أساسية في هذا الاتجاه، وهي خطوة حاسمة نحو العودة مرة أخرى إلى المفاوضات، بغية الوصول إلى الحل النهائي". واكد جودة على الموقف الأردني الواضح والداعم لقيام دولة فلسطينية متواصلة جغرافيا، لافتا الى ان القرار الإسرائيلي الأخير ببناء 3500 وحدة استيطانية، والبدء في مشروع "E1"، بأن من شأنه أن يقسم الضفة الغربية إلى قسمين، وينخر مبدأ التواصل الجغرافي للدولة الفلسطينية.