رام الله، عمان - أ ف ب - أجرى العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني محادثات مع نائب وزيرة الخارجية الأميركية وليام بيرنز في شأن تطورات الأوضاع في المنطقة، وذلك في أعقاب زيارة نادرة قام بها الملك للأراضي الفلسطينية حيث التقى الرئيس محمود عباس وأكد له دعم الأردن «جهود السلطة في المحافل الدولية»، مشدداً على أن استمرار إسرائيل في الاستيطان «يقوّض مساعي السلام». وكان العاهل الأردني وصل على متن طائرة مروحية هبطت في مقر المقاطعة، مقر الرئاسة الفلسطينية، حيث كان في انتظاره الرئيس عباس. وأورد بيان للديوان الملكي الأردني أن الملك عبدالله «أكد خلال لقاء موسع تبعه لقاء ثنائي مع الرئيس عباس دعم الأردن الكامل للشعب الفلسطيني وللسلطة الوطنية الفلسطينية في سعيها إلى تحقيق تطلعاته وآماله في التحرر وإقامة دولته المستقلة على ترابه الوطني وعاصمتها القدسالشرقية». كما اكد أن «الأردن سيستمر في دعم جهود السلطة في المحافل الدولية كافة لتحقيق العدالة التي ينشدها الشعب الفلسطيني ونيل استقلاله وإقامة دولته المستقلة من خلال مفاوضات السلام وفي إطار قرارات الشرعية الدولية». ونقل البيان أيضاً «تأكيد (الملك) أن حل الصراع الفلسطيني - الإسرائيلي يجب أن يعالج كل قضايا الوضع النهائي، وفي مقدمها قضيتا اللاجئين والقدس، وصولاً إلى السلام العادل والشامل الذي يعيد الحقوق إلى أصحابها وينهي حالة التوتر في المنطقة». وأكد الملك الأردني أيضاً «دعم الأردن وحدة الشعب الفلسطيني وجهود تحقيق المصالحة التي تؤسس لوحدة الموقف الفلسطيني»، مشدداً على أن «استمرار إسرائيل في سياساتها الاستيطانية يقوّض مساعي السلام ولا يساعد على بناء الثقة». وأطلع عبدالله الثاني عباس «على نتائج زيارته الأخيرة لندن ومحادثاته مع كبار المسؤولين البريطانيين». كما تناولت المحادثات «الجهود الرامية إلى دعم السلطة الفلسطينية والشعب الفلسطيني اقتصادياً من خلال تقديم المساعدات العربية والدولية». وأكد عباس أن «هذه الزيارة التاريخية لجلالة الملك للأراضي الفلسطينية تجسد موقف الأردن الأخوي الداعم والمساند للشعب الفلسطيني وكفاحه من اجل التحرر والاستقلال». ورداً على سؤال عن وجود مؤشرات إلى قبول إسرائيل بالتزاماتها، قال عباس: «لا يوجد أي مؤشرات على قبول إسرائيل للالتزامات المترتبة عليها». وأضاف: «إذا أوقفت إسرائيل الاستيطان واعترفت بالمرجعيات الدولية، فنحن جاهزون للعودة إلى المفاوضات، وهذه ليست شروطاً مسبقة، وإنما التزامات واتفاقات بيننا وبين الإسرائيليين، لذا في الوقت الذي يقبلون بهذا، نحن جاهزون، لكن لا توجد بوادر حتى الآن تشير إلى قرب استئناف المفاوضات». وهذه هي المرة الأولى التي يقوم فيها العاهل الأردني بزيارة رام الله بعد تولي الرئيس عباس رئاسة السلطة عام 2005. وقال وزير الخارجية الفلسطيني رياضي المالكي في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره الأردني ناصر جودة إن اللقاء بين عباس وعبدالله الثاني تناول «التحركات السياسية الدولية الراهنة، ومن ضمنها المصالحة الفلسطينية الداخلية». وشدد على أن الزيارة هي «استكمال للقاءات التي تتواصل باستمرار، وليس هناك أي أسباب أخرى عدا أن الرئيس عباس يريد استمرار التواصل مع جلالة الملك عبد الله». وأضاف أن «الرئيس اكد التزام القيادة الفلسطينية بالمفاوضات السياسية حال التزام إسرائيل وقف الاستيطان وأن تكون مرجعية المفاوضات إقامة الدولة الفلسطينية على حدود الرابع من حزيران(يونيو) من العام 1967، وما تضمنته خريطة الطريق». ووصف جودة زيارة العاهل الأردني لرام الله بأنها «يوم تاريخي وزيارة مهمة جداً». وأضاف أن اللقاء تناول تحركات اللجنة الرباعية في ما يخص محاولة إعادة المفاوضات السياسية بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي، مؤكداً دعم الأردن إجراء المفاوضات المباشرة لضمان قيام الدولة الفلسطينية المستقلة. ورداً على سؤال عما يطرح بين الفينة والأخرى عن حل الوطن البديل للفلسطينيين في الأردن، قال جودة إن «هدف الزيارة اليوم، هو دعم الملك والمملكة للسلطة الفلسطينية، ونحن دائماً نرد على قضية الوطن البديل بالقول إن الدولة الفلسطينية يجب أن تقوم على ارض فلسطين وعاصمتها القدسالشرقية، وكل من يقول غير ذلك واهم». بيرنز وفي وقت لاحق، استقبل العاهل الأردني بيرنز في عمان. ونقلت وكالة الأنباء الأردنية الرسمية عن مصدر رسمي اردني قوله انه جرى خلال اللقاء بحث «العلاقات الثنائية بين الأردن والولايات المتحدة، اضافة إلى التطورات الراهنة في المنطقة»، و«سبل تسهيل وصول المساعدات العربية والدولية إلى السلطة الوطنية الفلسطينية، لتمكينها من القيام بمسؤولياتها تجاه الشعب الفلسطيني والاستمرار في عملية بناء المؤسسات التي ترعى مصالحه وتوفير الخدمات له». واستعرض الملك عبد الله مع بيرنز «جهود الإصلاح التي تبناها الأردن في إطار خطة إصلاح سياسي واقتصادي واجتماعي شامل يحقق مستقبلاً افضل للأردنيين جميعاً».