قام العاهل الاردني الملك عبد الله الثاني الثلاثاء بزيارة الى رام الله للقاء الرئيس الفلسطيني محمود عباس في اول زيارة لزعيم عربي بعد منح وضع مراقب لدولة فلسطين في الاممالمتحدة في 29 تشرين الثاني/نوفمبر. ووصل ملك الاردن في مروحية عسكرية هبطت في مقر الرئاسة الفلسطينية حيث استقبله عباس وعدد من كبار المسؤولين الفلسطينيين قبل ان يبدأ محادثات مع الرئيس الفلسطيني. وقال نبيل ابو ردينة الناطق باسم الرئاسة الفلسطينية في تصريح لوكالة الانباء الرسمية (وفا) "نرحب وشعبنا الفلسطيني بهذه الزيارة التاريخية التي تاتي بعد ان نالت فلسطين عضويتها بصفة مراقب في الاممالمتحدة". واضاف "نقدر عاليا الدور الكبير والهام الذي بذله جلالته والاردن على المستويين الدولي والاقليمي في الاممالمتحدة لتحقيق هذا الانجاز التاريخي". واستعرض الملك وعباس حرس الشرف الذي اصطف لتحيتهما، فيما عزف السلامان الملكي الأردني والوطني الفلسطيني، قبل ان يجريا محادثات بينهما. وقال وزير الخارجية الاردني ناصر جودة ان "المباحثات بين الزعيمين كانت بناءة تمخض عنها كما هو دائما التطابق التام في وجهات النظر وتعكس هذا التنسيق والتشاور المشترك بين القيادتين والشعبين". واكد نظيره الفلسطيني رياض المالكي في مؤتمر صحافي مشترك في رام الله ان "هناك تطابقا كاملا في وجهات النظر في المباحثات بين الجانبين في مجمل القضايا وحول كافة الرؤى في المرحلة القادمة المرتبطة بالعودة للمفاوضات والوصول الى العضوية الكاملة لدولة فلسطين في الاممالمتحدة". وهي المرة الثانية التي يقوم فيها العاهل الاردني بزيارة الى رام الله بعد تولي الرئيس الفلسطيني محمود عباس رئاسة السلطة الوطنية الفلسطينية عام 2005. وتعود الزيارة الاولى للعاهل الاردني الى رام الله الى 21 تشرين الثاني/نوفمبر 2011. وقال وزير الخارجية الاردني ناصر جودة في مؤتمر صحافي ان الملك عبد الله الثاني "حرص على ان يكون اول من يبارك للرئيس الفلسطيني وللشعب الفلسطيني بالانجاز التاريخي والقرار الاستراتيجي في الجمعية العامة للامم المتحدة برفع مستوى فلسطين من مراقب الى دولة مراقب غير عضو". واضاف انها "لحظة تاريخية للشعب الفلسطيني نامل ان تصب في اتجاه ان تصبح فلسطين دولة كاملة العضوية لكن الاهم ان تقوم الدولة الفلسطينية المستقلة القابلة للحياة المتواصلة جغرافيا على الوطن الفلسطيني وعاصمتها القدس الشريف". واكد انه يأمل ان يشكل ذلك "خطوة حاسمة تقود الى المفاوضات مباشرة تعالج كافة قضايا الحل النهائي"، مشددا على ان "الاردن معني بلا شك بهذا الشان ومعني بقضايا الحل النهائي". ورأى ان زيارة العاهل الاردني "توفر الفرصة للمزيد من التشاور والتنسيق حول الخطوات القادمة"، ويثير مشروع البناء الاستيطاني اي1 الذي يربط بين القدسالشرقية ومستوطنة معاليه ادوميم جدلا حادا لانه يقطع الضفة الغربية الى قسمين ويعزل القدس، ما يعقد قيام دولة فلسطينية قابلة للحياة في المستقبل. وقال جودة في مؤتمره الصحافي المشترك مع نظيره الفلسطيني رياض المالكي ان "هذا من شانه ان يقسم الضفة الغربية الى قسمين و يدخل في صلب مبدأ تواصل الدولة الفلسطينية جغرافيا". واضاف ان "سياسة الاستيطان كمبدأ مرفوضة ليس فقط من قبلنا كمملكة اردنية هاشمية وكعرب وكمسلمين ولكن من قبل العالم باسره". وتابع "يجب ان نتاكد من ان المرحلة القادمة تكون مرحلة تقودنا الى مفاوضات تعالج كافة القضايا التي ذكرناها قضايا الحل النهائي ولكن في اطار زمني". وفي عمان، اكد الديوان الملكي في بيان ان العاهل الاردني "اكد دعم الاردن الكامل ووقوفه الى جانب الاشقاء الفلسطينيين ومساندته لهم في سعيهم لتحقيق تطلعاتهم في اقامة دولتهم المستقلة والكاملة السيادة على ترابهم الوطني". واضاف ان الملك عبد الله الثاني "عبر عن تهانيه والشعب الاردني للاشقاء الفلسطينيين وقيادتهم بالانجاز المتمثل بصدور قرار الجمعية العامة للامم المتحدة" منح فلسطين صفة دولة مراقب غير عضو، معتبرا انه "قرار تاريخي يعكس مدى اهتمام المجتمع الدولي بالقضية الفلسطينية وبايجاد حل عادل ودائم لها استنادا الى حل الدولتين". واكد ان "هذا القرار التاريخي يشكل ارضية صلبة نحو تحقيق تطلعات الشعب الفلسطيني في اقامة الدولة الفلسطينية المستقلة من خلال المفاوضات المباشرة التي تعالج جميع قضايا الوضع النهائي، ما يشكل مصلحة اردنية عليا". واكد انه سيعمل مع الرئيس الاميركي باراك اوباما فور توليه مهامه "وصولا الى انخراط امريكي سريع وجدي في عملية السلام وفقا لحل الدولتين الذي يحظى باجماع دولي ويعد السبيل الوحيد لحل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي". وقد قدم عباس للملك عبد الله خلال الزيارة مرسوما بتسمية احد ميادين رام الله باسمه. مواد ذات صلة